النشوقاتى والاصالة

النشوقاتى والاصالة
الاصالة دمياطية

الأربعاء، 18 أبريل 2012

وصفة سحرية لعلاج انسداد وضيق شرايين القلب بلاعشاب الطبيعية

لعلاج انسداد وضيق شرايين القلب ..

  • قابلت أحد الأشخاص في مركز الأمير سلطان لأمراض القلب فأرشدني إلى وصفة مجربه لعلاج انسداد وضيق شرايين القلب ، حيث أقسم لي أن أحد الأشخاص الذين يعرفهم قد داوم على هذه الوصفة لثلاثة شهور ، فزالت عنده آثار انسداد الشرايين حتى أنه لم يعد بحاجة لعملية توسع الشرايين التى كانت مقررة له في السابق.
  • وأردت أن أنقل هذه الوصفة لكم ، لعلها تكون سبباً بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى في شفاء أحد المرضى ، أرجو قراءتها ونقلها إلى كل من يعاني من هذا المرض …. بل وإلى كل من يريد التخلص من الكوليسترول وزيادة مناعة جسمه ضد مختلف الأمراض ..

وصفة مجربة لعلاج انسداد وضيق شرايين القلب :.

المقادير:
  • 30 فص ثوم ، من 12 - 15 حبة ليمون أبو زهير ( الليمون الأخضر صغير الحجم ) ، 1.5 لتر ماء
الطريقة :
  • يتم تقطيع الليمون وإزالة البذور من داخله مع عدم تخليصه من القشر ، ثم يخلط مع الثوم والماء (( 1.5 لترفي الخلاط خلطاً جيدا ، وبعد ذلك
  • يتم تصفية الخليط الناتج من الشوائب ، ثم يوضع في الثلاجة ، ويؤخذ منه ملعقتين أو ثلاثة ملاعق ثلاث مرات يومياً قبل الأكل بنصف ساعة.
ملاحظات:
  1. يجب أن يخلط الليمون بقشره ومن الخطأ التخلص من القشور.
  2. هذه الوصفه مفيدة حتى لمن ليس لديه ضيق في الشرايين حيث أنها تساعد على تخلص الجسم من الكوليسترول وتزيد من مناعة الجسم.
  3. استخدام هذه الوصفه لايسبب رائحة كريهه مستمرة ، فمجرد أكل البقدونس ، البرتقال ، أو التفاح ثم غسل الفم واستخدام الفرشاة والمعجون ، يخلصك من هذه الرائحة تماماً ، كما ينصح باستخدام السواك في كل وقت.
  4. لضمان نجاعة العلاج ، يجب الاستمرار عليه لأطول فترة ممكنة وستلاحظ استفادتك منها مع مرور الوقت.

منقوول .. و الله يشفي جميع مرضى المسلمين ..

http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_46793.html

الثلاثاء، 20 مارس 2012

الأخطاء الشائعة في قراءة سورة الفاتحة

الأخطاء الشائعة في قراءة سورة الفاتحة
  • من المعلوم اخوتي الكرام أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة ولذلك وجب علينا الاعتناء بقراءتها والاهتمام بتصحيحها وضبطها اهتماماً كبيراً ، وفاتحة الكتاب تقرأ في كل ركعة من ركعات الصلاة فريضة كانت الصلاة أو نافلة لذا وجب التنبيه على بعض الأخطاء الشائعة بين كثير من الناس في قراءة الفاتحة كي نتجنبها . ولنأخذ الأخطاء آية آية
الآية الأولى : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ومن الخطأ فيها :
  • عدم قراءة البسملة في أولها مع أنها آية ثابتة في الفاتحة يلزم قرأتها سراً أو جهراً
الآية الثانية ( الحمد لله رب العالمين) ومن الخطأ فيها :
  • عدم إظهار الضم جيداً في كلمة (الحمدُ) وعدم إظهار الكسر جيداً في كلمتي (للهِ) و(ربِ) فيقوم البعض أحياناً بتسكينها وهذا خطأ.
  • مد الألف الثانية في كلمة (العالمين) والصواب : أن المد فيها طبيعي لا يتجاوز حركتين .
الآية الثالثة ( الرحمن الرحيم ) ومن الخطأ فيها :
  • عدم إظهار كسر النون من كلمة (الرحمنِ) ، فقد يسكنها البعض ، وقد يضمها البعض وكلاهما خطأ ينبغي تجنبه.
  • تكرير الراء في كلمتي( الرحمن الرحيم)والصواب : نطق الراء مشددة ، ولكن مع منع اللسان من تكرار الراء .
الآية الرابعة ( مالك يوم الدين ) ومن الخطأ فيها :
  • - عدم إعطاء الكسرة حقها عند الكاف في كلمة ( مالكِ )،وكذلك في الميم في كلمة ( يومِ) فينبغي إعطاء الكسرة حقها، ومراعاتها في النطق.
  • - تحويل الدال الى تاء في كلمة ( الدين ) فيقال التين وهذا خطأ .
الآية الخامسة ( إيّاك نعبدُ وإيّاك نستعين ) ومن الخطأ فيها :
  • عدم إظهار تشديد الياء في كلمة (إِيَّاكَ) فيعطي معنى مختلف ، فتشديد الياء في الموضعين متعين " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" وفي تخفيفهما قلب للمعنى ، لو اعتقده الإنسان كفر ، فكلمة " إِيَّاكَ " بتخفيف الياء بمعنى " ضياء الشمس " فيصير كأنه يقول شمسك نعبد وهذا كفر.
  • (من كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد أبو زيد ) .
  • تسكين وقلقلة الدال في قوله (نعبدُ) والصواب أن الدال في هذه الكلمة مضمومة ، فتنطق مضمومة لا ساكنة ولا مقلقلة .
الآية السادسة (اهدنا الصراط المستقيم)
  • عدم توضيح كسر همزة الوصل عند الابتداء بها في (اهدنا) والصواب إعطاء الكسرة حقها ، عند الابتداء بهمزة الوصل.
  • تحويل الصاد إلى سين في كلمة " الصراط" و " صراط" . وبعضهم يفخم سين كلمة (المستقيم) وهذا كله خطأ .
  • تفخيم التاء من كلمة (المُستَقِيمَ) و نطقها طاء ، و المبالغة في تفخيم (القاف) في نفس الكلمة مع أنها مكسورة ، أي في أدنى مراتب التفخيم وليس بها إطباق لأنها حرف منفتح .
الآية السابعة (صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ومن الخطأ الشائع فيها :
  • - ترقيق الصاد في (صراط) والصواب تفخيمها لأنها من حروف التفخيم .ومن الخطأ أيضاً في هذه الكلمة ترقيق الطاء فتنطق تاء .
  • - عدم إخراج اللسان في ذال (الذين) فتتحول إلى زاي والصواب إخراج اللسان في (الذال) لأنه من الحروف اللثوية التي تخرج من طرف اللسان.
  • - نطق التاء مضمومة في )أنعمت) والصواب نطقها مفتوحة ، لأن المعني مع الضم يختلف ويصبح القارئ هو المنعم .
  • ضم الهاء في كلمة (عَلَيْهِمْ ) والصواب أنها مكسورة .
  • ترقيق الغين في كلمة (غير) والصواب تفخيمها .
  • تفخيم الميم التي قبل الغين الساكنة في كلمة (المغضوب) والصواب ترقيق الميم.
  • المبالغة في المد اللازم في حرف الألف التي بعد الضاد من كلمة ( الضالين) والبعض كذلك يقصر في مدها ، والصواب أن يكون المد ست حركات ، لا يزيد ولا ينقص .
  • المبالغة في تشديد اللام الثانية في كلمة (الضالين) وذلك يتسبب في مدها بعض الشيء، والصواب: تشديد اللام دون مبالغة أو مد .
  • استبدال الضاد ظاء في كلمتي ( المغضوب) و( الضالين) خطأ يقع فيه الكثير ، والصواب أن هذه ضاد لا يخرج فيها اللسان .
  • فعلى المسلم تجنب هذه الأخطاء حتى تصح صلاته . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

هل يدير البرادعي اللعبة؟!

  • ليس ما يجري في مصر بريئا من مخطط لجرها إلى حرب مسلحة وتقسيمها إلى عسكر وشرطة في فسطاط وشعب في الفسطاط الآخر.
  • مصر بين الفسطاطين مقزمة تكتب نهايتها كدولة موحدة مستقرة. يكذب من يقول إنه يخاف على مصر بينما ينثر أخبارا وتقارير وتويترات وفيسبوكات عن حرب شوارع ومذابح على الهوية.
  • والهوية أن تكون شرطيا أو عسكريا من جانب أو متظاهرا ميدانيا من جانب آخر. خرطوش يقتل المتظاهرين هنا ويقتل رجال الشرطة هناك.. فمن هو الطرف الثالث المجهول؟!..
  • لن تكون الديمقراطية والحرية الملطخة بالدماء مقبولة عند شعب فاقد لأمنه ورزقه وتعليم أبنائه.
  • لقد توسع النقل الفضائي خلال اليومين الماضيين في أخبار ضباط منشقين عن الجيش وتلك كارثة. إنها تنقل مصر بسرعة هائلة إلى مربع ليبيا وسوريا. بات واضحا أن الجيش مستهدف.. والحرب الأهلية التي يشتعل وقودها من القاهرة إلى أسوان تهدف في الأساس إلى التخلص منه كآخر عنصر لقوة مصر.
  • التناول يركز على إظهار أن القوات المسلحة المصرية ليست إلا شبيها لكتائب القذافي وقوات بشار الأسد. بعض المحللين المصريين يتهمها على الفضائيات بأنها تقتل الشعب بسلاح أمريكي ومدرعات أمريكية، ويدعو الكونجرس لوقف المعونة لأنها تذهب لجيش يقتل شعبه!
  • ورغم استجابة المجلس العسكري لتسليم السلطة بعد اتفاق مع القوى السياسية فإن العين الخبيثة لم توقف افرازاتها. يساعدها للأسف الشديد محمد البرادعي الذي يلعب في مركز رأس حربة عملية كسر عظم الجيش بعد كسر عظم الشرطة.
  • البرادعي رفض حضور اجتماع المجلس العسكري مع القوى السياسية التي تم خلالها وضع خريطة الطريق الواضحة والمقبولة.. وتفرغ لتويتراته المحرضة ضد الشرطة والجيش وآخرها حديثه عن مذبحة في ميدان التحرير!
  • البرادعي لغز كبير.. هل يدير على الأرض لعبة لافهام الشعب وقبله ثوار ميدان التحرير بأن الجيش والشرطة ينتميان للصهاينة ويجب ابادتهما واقتحام مقراتهما؟!.. إنها ايحاءات الحرب التي تشنها ميليشيات 6 أبريل في شارع محمد محمود..
  • السؤال الذي يجب الاجابة عليه بشجاعة وشفافية دون إظهار أي قدر من النفاق للثوار في ميدان التحرير.. ما الهدف من استمرار الزحف على مقر وزارة الداخلية.. وهل يفترض أن تلقي الشرطة سلاحها وتسكت عن اقتحام مقرها وحرقه؟!
  • تمكن الميليشيات من مقر وزارة "الداخلية" إيذان بسقوط الدولة نهائيا وبدء حرب أهلية مع الشرطة يعلم الله وحده نتائجها.. والضحية الأكبر أمن الناس وأعراضهم. لن يسلم بيت من الهجوم. لن يأمن نائم على فراشه ولن تنجو زوجة أو بنت أو أم في غرفة نومها..
  • في 28 يناير بدأ الانفلات بهجوم على أقسام شرطة ثم السجون.. وكاد يحرق الأخضر واليابسة لولا وجود الجيش. الإعراض عن ذلك وتصديق التويترات المضللة.. جريمة لن تغفرها لنا الأجيال القادمة.
  • لو سقطت وزارة الداخلية ستسقط شرطة مصر بالسكتة القلبية.. ستسقط كل مديرات الأمن وأقسام الشرطة ومعسكرات الأمن المركزي وسيصبح السلاح والتسليح أيسر من شراء الخبز.. وبعد ذلك تشتعل الحرب بين الجيش والثوار. فهل هذه هي الثورة المسلحة التي توعد بها البرادعي قبل شهرين.
يا لقلب هذا الرجل وجبروته ودهائه...

فراج اسماعيل | 25-11-2011 14:59 arfagy@hotmail.com

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مــــــن مواطـن مصري إلى الرئيس مبارك "5" والاخيرة

عام سعيد يا سيدي …

كل عام سعيد يا سيدي …

اقرأ يا سيدي الجزء الأخير من رسالتي إليك..

اقرأها ولا تكتف، ولا تصدق أيضا، رد أبى جهل عليها

ولا تقرير أبى لهب عنها ولا استنكار ابن أبىّ لها .

  • لا تصدقهم .. فهم يا سيدي سيقولون في قولي لك ما قد قاله أبو جهل قبل ذلك للمسلمين السابقين …سيقولون مثلما قالوا في محاولات إبراهيم شكري لرأب الصدع بيننا وبين ليبيا وسوريا والعراق، وهو لا يحزننا لكنه يخفينا على مستقبل الدين ومصير الأمة . لا يحزننا ولا ينقص من كرامتنا حتى لو ألقوا الروث على رؤوسنا كما فعل أجداد لهم مع سيد الخلق وأكرمهم عند الله، صلى الله عليه وسلم … وفى المسجد الحرام .. عند الكعبة
  • أجل لن يحزننا ما يقولون فأي قائل أكمل من سيد المرسلين وقد قالوا أنه مجنون ؟ وأي كلام أجل من كلام رب العالمين وقد قالوا أساطير الأولين ؟ ..
  • اسمعنا نحن، فإن المواطن العادى ذا العقل السليم يستطيع التفكير خيرا من أعظم كتابكم الذين تصدر عنهم أفخم الكلمات بأضخم الأبناط، لكنهم إذ يفعلون تحولّ عيونهم فعين على سيف المليك وعين على ذهبه.
  • لقد أكلوا خبزكم فكان عليهم أن يحاربوا بسيفكم، كتاب سوء وعلماء ومسئولي سوء يسخرون مواهبهم لمسخ الدين ومحو الحق، ولتحويل دين الحرية إلى سبيل للظلمة والمستبدين لإحكام قبضة ظلمهم واستعبادهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • اسمعنا فنحن عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء، فليكن صغوك وميلك معنا، أما خاصتك يا سيدي، فوالله ما من أثقل عليك مؤنة في الرخاء وأقل معونة عند البلاء وأكره للإنصاف واسأل بالإلحاف وأسرع تنكرا عند ملمات الدهر منهم .
  • اسمعنا فإن الوضع الآن خطير ورهيب، ولقد سقط من التاريخ سبعون عاما فعادت حضارة الغرب قوية ضارية بعد أن استأصلت أورامها النازية والفاشستية والشيوعية، عادت متحدة لتواجه بقايا مهلهلة لإمبراطورية الإسلام التي طالما أرعبتهم .
  • ولقد كانوا مشغولين عنا فوضعوا أمامنا إسرائيل كالرداء الأحمر أمام ثيران تندفع تجاهه فتجيئا السهام والصواريخ والقنابل من كل خلف .. ليست القضية قضية حدود 73 و 67 و لا حتى 48، ليست القضية وجود إسرائيل كلها، جديدة وقديمة، وهى قضية لم يكتب لنا النصر فيها ولن يكتب حتى نواجههم متحدين كما يواجهوننا متحدين .. فإسرائيل ليست سوى الرداء الذي يشغل الثور عن عدوه الحقيقي.
  • اسمعني يا سيادة الرئيس فالغضب في قلب الأمة شواظ نار محرقة لا يخفى ضريمها إلا بحور من اليأس لا من رحمة الله .
  • اسمعني، فبرغم يقيني أن ليس لها من دون الله كاشفة إلا أنني أوقن أيضا أن الله لن يكشف الضر عنا حتى نغير ما بأنفسنا .
  • اسمعني فقد اجتويت المقام، لكن ليس لي في الدنيا وطن آخر أعيش وأموت فيه ويعيش فىّ، وليس لي من رئيس سواك أناشده المرة تلو المرة، رغم أنهم يجهدون دائما أن يبعدوني عنك ويبعدوك عنى، ولطالما طمعت فيك أن تكون راعيا للدين حين تمكنت منه الذئاب وأسلمته رعاته .
  • يخيل إلى أحيانا أنك تغيرت كثيرا عنك في بدايات حكمك، وانك نسيت، لكنني في ليلة القدر هذا العام وجدتك في التليفزيون فإذ بك تنطق آيات وددت لو تلوتها عليك، أن أنبهك إليها فقد تكون نسيتها، وأردت أن أذكرك فالذكرى تنفع، لكنك تعرفها إذن، تعلمها، ألا تعلم أيضا أن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه
  • وانتهت يومها خطبتك لأفاجأ بنشرة الأخبار وفيها تطلب أنت من مجلس الأمن أن يؤجل قراره بإدانة ليبيا – 24 ساعة – حتى لا يتوافق صدوره مع ليلة القدر.
  • لماذا تنصحهم بعدم استفزاز الأمة في ليلة مباركة، أخوفا من ثورة الأمة عليهم، أتحذرالأمة أم تخدرها، أحرام في ليلة القدر حلال في غيرها ؟ اذا يمكنني أن أقول لك، ماذا ؟.. كيف أفهمك وكيف تفهمني ؟..
  • هل يدهش داهش بعد ذلك إن جاء دفاع مجرم العتبة ليطلب تخفيف الحكم أو حتى البراءة لأن الجريمة وقعت بعد الإفطار لا أثناء الصيام ؟!..
  • إن رد الفعل العفوي للأمة بالنكتة أو الشائعة لا يقل أهمية عن الفن العظيم، وهو مثل الفن تيار وجداني مواز للواقع وقد يكون أكثر صدقا، ذلك أنه يتخفف من أعبائه وليست عليه تبعاته، ومن هنا تتبدى أهمية دراسة العادات والتقاليد والفلوكلور، فمن خلالها يتم التأثير في المجتمع وفهمه .
  • لا تأخذوا صمت المجتمع إذن بمعنى الرضا، ولا سلبيته بغرض العزوف، فهو مجتمع ما زال البسطاء فيه يطلقون على الملاريا اسم " المبروكة " وعلى العفريت اسم " بسم الله الرحمن الرحيم" لكنهم أيضا ذات البسطاء الذين تجاهلوا الاسم الحقيقي لصفقة الأتوبيسات – وورد – ليطلقوا عليها في عفوية عبقرية أسم : كارتر معربين للدنيا أنهم يعرفون منبع الفساد ومكمن الخطر.
  • ومن هذا المنطلق نفسه نستطيع أن نتفهم اشتعال الوجدان الشعبي بحادث العتبة، والذي كان كلحن جنائزي صادف قلب ثاكل، كقصيدة شعر تعبر عن هموم لا يستطيع المهموم نفسه أن يعبر عنها، وربما لا يستطيع أيضا أن يفهم ما في أعماق نفسه حتى تضئ القصيدة له جوانبها المظلمة، جوانبها المرعبة الموحشة التي لم يكن يستطيع مواجهتها ولا فهمها دون القصيدة التي قرأها صدفة، ولقد جاء حادث العتبة ليضرب في لحظة عبقرية على الوتر الصحيح، ليعزف اللحن الذي لم نتخيل أبدا سماعه وليقول الكلمة التي لم نجرؤ على نطقها، وليجسد الوضع النفسي الذي وجدنا أنفسنا فيه، فكان الحادث مفتاح الحل للغز حرنا في فهمه..
  • لقد كان العراق بالأمس – وليبيا اليوم وسوريا غدا ومصر بعد غد – هي الفتاة. وكان المعوق الذي ساعد – دون أي مبرر – هم من أيدوا الغرب بقلوبهم وأيديهم وكان المغتصب الغرب . وكان الأربعمائة متفرج هم الأمة التي وقفت ساكتة وعرضها يستباح وبكارتها تفض. أبعد كل هذا التاريخ من بطش الجهلاء ونفاق العلماء تطلبون الإيجابية من الناس؟.. ألا يسحق من يفكر مجرد تفكير أن يغير منكرا بيده ..؟ ألم يفت علماؤكم بأن تغيير المنكر مقصور على ولى الأمر، ما لهم يدينون الأمة إذن وقد دانت لهم بالطاعة ؟ أليست هذه السلبية غرسكم، وذلك الحنظل زرعكم، وذلك القتاد ثماركم ؟
  • ها هم أولاء رعاياك يا مولاي ساكتون، أنصاف رجال وأشباه بشر . سكتوا كما سكتوا على العراق وكما يسكتون عن ليبيا اليوم وأنا يا سيدي والله لست من مريدي القذافى ولا من تابعيه.لم أقرأ الكتاب الأخضر قط، ولا أعرف حتى الآن شيئا عن النظرية الثالثة ولم يرشني القذافى بمال، فلا تدع كتبتك يتهموني بذلك ظلما كما اتهمت أنت يوسف إدريس ذات يوم وأنت له ظالم ..
  • لا تربطني به صلة إلا الدين والهوية والأمل والألم واللغة والتراث والتاريخ المشترك والمصير الواحد، وهى كما ترى سمات تجمعني بمن أحب ومن أكره، تجمعني حتى بحكام باعونا، لكن ليس ثمة رباط شخصي، وبالرغم من ذلك، أو على الأحرى لأجله، وفى عشية 15 أبريل – حين فرضوا على ليبيا الحصار – جافاني النوم، ثقلت على الهواجس والهموم، والله والله والله يا سيدي طلبت الموت، تمنيته على الله، استعدت كلماتك عندما أنذرتنا أن الأيام القوادم سود، تخيلت أنني إن عشت إلى قابل فسوف أصحو ذات ليلة على ضابط أمريكي يطرق باب بيتي يأخذني كي يحاكمني : أنت متهم بالادعاء أن لك ربا غير بوش، وأنك تعادى آلهتنا، وأنك تؤمن برسل غير وزراء خارجيتنا ودفاعنا وأنك ما زلت تؤمن بأساطير الأولين فأقول له : أنى أعترف، فيأخذون أهلي رهائن ثم يأتي " بولدوزر" هائل يحمل نجمة داود يهدم بيتي..
  • والله يا سيدي أقولها حقيقة لا خيالا أنني أعتقد – إن استمر الحال كما هو – أن يكون محافظ مدينتي في غد قريب أمريكيا في غد غير بعيد إسرائيليا.
  • ليلة 15 إبريل كنت قد أنهيت كتاب محمد حسنين هيكل عن حرب الخليج، وكان حزني فاجعا، حزن غريب الأبوين ما مخضته بطن، فها هو ذا محمد حسنين هيكل يستشرف رؤى الإسلام والمسلمين كما لم يستشرفها من قبل، فيصول في التاريخ ويجول ليضع ما يحدث لنا، للعراق وليبيا ومصر في مكانه الطبيعي والحقيقي من بانوراما التاريخ الهائلة، إذ حاول الغرب منذ ألف عام في حروبه الصليبية أن يحطم قلب العروبة والإسلام متمثلا في مصر والشام، لكنه بعد مائتي عام من المحاولات عجز عن تحطيم القلب بالمواجهة فقرر تحطيمه بالالتفاف، بقص أجنحة العالم الإسلامي، وتم له ما أراد بالاستيلاء على الأندلس غربا وعلى الهند شرقا، ومن الهند سيطر على شبه الجزيرة العربية، وليرسم ضابط بريطاني الحدود بين إماراتها وممالكها، تلك الحدود التي شتتت قوانا بالفرقة ثم ضيعتها في عاصفة الصحراء بين الرمال السافيات هباء . ليكون تحطيم العراق وليبيا هو الخطوة الأخيرة مخططهم القديم نحو مصر.
  • سيدي الرئيس :
  • يذكر هيكل واقعة عن قرارات القمة العربية في القاهرة بعيد غزو الكويت، واقعة فاجعة، الفاجع أكثر أنني – وقد تلاشت التخوم بين العقل والجنون- على استعداد لتصديقها، فالقرارات التي عرضت على الجلالات والفخامات والسماوات كانت ركيكة الصياغة بدرجة تشي أنها ترجمت إلى اللغة العربية على عجل، ولم يكن لدى المترجم الحصافة أو الوقت ليغير التاريخ من أول أغسطس إلى الثاني من أغسطس بالنسبة للعالم العربي وأوربا، لكن فرق سبع ساعات في التوقيت بيننا وبين واشنطن جعل فجر 2 أغسطس عندنا هو مساء 1 أغسطس عندهم، وكان 1 أغسطس هو التاريخ الذي ورد في مشروع قرارات الجلالات والفخامات والسماوات، كان الأمر واضحا وفاضحا، لقد أعدت قرارات مؤتمر القمة العربية في واشنطن، ولم يكن لديكم من الوقت حتى ما تغيروا فيه فارق التاريخ الناتج عن فرق التوقيت.
  • ولم يكن صباح 15 إبريل بأمثل من ليله، كانت السكين التي ذبحتني في العراق تشرع لذبحي في ليبيا، وكنت أفرج كربى بطرحه على زواري، لكن ما وجدته لم يكن دون القتاد شوكا ولا العلقم مرارة .
  • كان زائري الأول شابا يحمل درجة الدكتوراه شديد التدين والصفاء وأجابني حين سألته عن رأيه فيما يحدث بأنه شديد السعادة لأن الله يسلط الظالم على الظالم، وأردف موضحا : أليس هذا هو القذافى الذي أنكر الأحاديث وحرف القرآن ؟. أرأيت يا سيدي ماذا يفعل الإعلام حين يكون غبيا، بذيئا، يشوه وجدان صفوة عقول الأمة من أجل مصالح آنية دنيئة ووضيعة . أم لعلك نسيت ادعاء الكثير على صدام وأسمائه الحسنى، وعلى القذافى والخميني وجمال عبد الناصر وأحمد عرابي وكل من كفر بإمبراطورية الشر، لا أبرئ أحدا ولا أبرئكم لكنني أدين الكذب أينما كان .
  • كان زائري الثاني في ذلك اليوم طبيبا شهيرا يمثل صفوة الأرستقراطية المصرية النظيفة، وكان رأيه وهو يجادلني أن الأمر لو عرض على الشعب المصري في استفتاء لأيد الشعب موقف مبارك، فنحن نتعاطف مع الشعب الليبي لكن لا أحد مستعد للمشاركة في مصير محتوم لن يغيره مشاركتنا له، وقلت له: رأيك مثلهم ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، فلكي تستفتى استفتاء حقيقيا يجب أن تفتح وسائل الإعلام كلها لكل الآراء، ليس لمدة ربع ساعة كما فعلوا في سوابق لهم، وإنما لمدة ربع قرن ، ثم أن افتراضك الثاني خاطئ ومدمر، ذلك أن مصير ليبيا هو مصيرنا جميعا مع فارق التوقيت، وأطرق صديقي وقد تزلزل يقينه حين تذكر ما أنبأته به حين حرب الخليج، أنهم لن يحلوا قضية فلسطين، وأنهم سيصطادون الدول العربية والإسلامية دولة بعد دولة، و أن دور مصر آت لا مناص، وحينها، إن كان قد بقى من الدول العربية شئ فسيقفون منا ذات الموقف الذي تقفه أنت من ليبيا .
  • كان الزائر الثالث من عامة الناس على مشارف السبعين من العمر، وسألته ماذا فعلت بالأمس، وأجاب الرجل أغلقت على باب حجرتي وظللت طول الليل أبكى، كل ما عشت من أجله ينهار، وكل ما خشيت منه يتحقق .
  • ولم أفهم الدلالة الكاملة لذلك يا سيادة الرئيس إلا بعد أسابيع عندما نشر فهمي هويدى مقاله فذة .. شديدة الروعة مشتعلة بالآلام والمرارة بعنوان : " تقرير عربي عن الفتنة الأمريكية " كانت قمة جعلتني أشعر أنه يكتب بل يرقص مذبوحا من الألم، كان السر الذي لم يكشفه فهمي هويدى لقارئه أنه بدل الأدوار فتخيل يا سيادة الرئيس أن حاكما عربيا هو من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كتبتكم هناك هم كتبتكم هنا ووزراءكم هناك هم وزراؤكم هنا، وبأسلوبه الرصين المتميز أخذ يسرد بأسلوب شديد الجدية والسخرية والمرارة تفسير ما حدث في لوس أنجلوس على أنه مؤامرة من الأصوليين الإسلاميين لهدم أمريكا .
  • ما حدث بعد المقالة يا سيادة الرئيس كان مذهلا، كان فضيحة وكارثة للعقل المصري، إذ لم يفهم المقالة سوى أقل القليل، لم يدرك أحد مرارة السخرية فيها، وهتف أحدهم في يأس : ولماذا لا يسقط فهمي هويدى هو الآخر مع من سقطوا، هذا جيل أضناه الكفاح دون جدوى حتى سقط واحد من أعظم رواده : خالد محمد خالد – وهو يصرخ : "أدركنا بها يا بوش" فجعل من بوش صلاته وإلهه : فلماذا نتوقع من الناس إذن أن يفهموا، وقد بلغ بهم اليأس مبلغ أن أحدا عندهم لم يعد محصنا ضد السقوط.
  • إبان "غاشية" الخليج تضاربت الخواطر والحلول في رأسي، لكنني كنت أردع نفسي بأنها حلول مجنونة، ولم تكن مجنونة لأنني مجنون وإنما لأن حكامنا موجودون.
  • فكرت أيامها يا سيدي أن تتحد العراق والشام وشبه الجزيرة العربية و مصر لتعود كما كانت في عهد الفاروق عمر، ألا تستمر كما هي في عهد الخليفة بوش .
  • وأفكر الآن أيضا أن نحل مشكلة ليبيا بطرح ما قامت أكبر ثوراتكم في الظاهر بسببه " ثورة 15 مايو في بداية السبعينات" ألا وهو مشروع الوحدة بين ليبيا ومصر والسودان . ألم تعينوا له رئيسا، أكانت وحدة أم خداعا لأمة و إلهاء لها لا يقصد صالحها وإنما هي مناورات دنيئة للعبة الكراسي لكنها لا تجوز للإنقاذ؟
  • لكنك يا سيادة الرئيس ترد بأن الوحدة تحتاج لظروف لم تكتمل وقد يكون رأيك صحيحا في وضع أخر لا نملك الآن رفاهيته فعندما يكون الفناء محدقا بنا جميعا يحل لنا أكل الميتة أفلا تحل الوحدة ..
  • إن الغرب يطالب ليبيا بتغيير نظامها وإجراء انتخابات حرة فهل يسكت إذا ما طلبنا نحن بإجرائها في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي، في السعودية مثلا .. أو حتى مصر ..
يا سيدي :
  • ناشدتك الله أن تنظر في أحوال أمتك نظرتك عندما كنت واحدا منها قبل أن يوليك الله عليها . عندما كنت ترى – مثلنا – أن كوارثنا الاقتصادية تتلخص بإعجاز في قولك معنا لهم : لقد أخذتم المال في غير حله فوضعتموه في غير حقه، وجعلتم المال دولة بين الأغنياء منكم ، حين كان رأيك لبد رأينا ورأينا رأيك في أن سبب كل التوترات التي يحفل بها مجتمعنا ليس إلا الطغيان والاستبداد، فلا بد للحاكم المستبد من فئة مستغلة تعينه وتؤيده وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف لتتسلط معه وتستأثر بما تشاء من جاه وثراء، وهى في سبيل ذلك تهدم الدين والقدوة والمثل لتترك الأمة خائرة ضعيفة مهزومة من الداخل قبل أن تهزم من الخارج، حين كنا – كنت – نرى أن فرط الغنى وفرط الفقر يؤديان إلى تآكل صلابة الدولة.
  • أتذكر أحيانا مسرحية جون أوسبرز " أنظر وراءك في غضب " حين يقول أحد أبطاله أن خلف كواليس السلطة الرسمية يوجد خمسة أو ستة أفراد لا يعرفهم أحد لكنهم هم مصدر السلطة الحقيقية . لكن السؤال الذي يطعن القلب هو لمصلحة من ؟؟ من يملك السلطة ؟؟ ..
  • وتاريخنا يا سيدي يحوى كثيرا من السلاطين عجزوا عن إدارة أهون أمورهم، حتى شئون قصورهم، حيث تولاها بالرغم منهم الطامعون الغاضبون المتآمرون على الدين والوطن والأمة، حيث جرد الخليفة أو الملك أو الرئيس أو الأمير أو السلطان أو الإمبراطور من كل سلطانه وكل سلطاته مقابل وعد بأن يبقى التاج على رأسه وإن كان لا يحكم، لكن هذا الوعد قد تمخض دائما عن سقوط رأس الحاكم واقعا لا مجازا كي يبقى التاج بعد ذلك في يد أعداء وطنه وأمته ودينه . لي الحق يا سيدي إذن أن أخاف، ولى الحق أن ألقى السؤال تلو السؤال عن هذا الذي يحدث ؟ أيحدث بوعى وإدراك ؟؟ أم أن ما مارسه الأعداء والسلطة من تزييف وعى الأمة قد ارتد على الحكام فلم يعد أمامهم بيانات صادقة تمكنهم من تكوين رأى صائب .
  • سيدي : ليتك قرأت ما ورد في كتاب أثرياء الشرق للصحفي الألماني الشهير " جرهارد نزلمان " هذا الكتاب المأساة الذي يتناول فيه كاتبه – بموضوعية مذهلة – الموقف الإجرامي للحضارة الغربية تجاه العالم العربي والإسلامي، كيف ينهبوننا؟ كيف يسرقون منا الحاضر والمستقبل، ومجرد الأمل في حياة كريمة ؟ وأنه إزاء ذلك لا يردعهم رادع ولا يعوزهم وازع، فالغاية تبرر الوسيلة، وكل شئ لهم مباح، ولسنا بالنسبة لهم سوى فصيلة من العبيد أو الحيوانات المتطورة .
  • ولم أختر هذا المثل الذي يتحدث عن السلطان قابوس كراهية فيه ولا إغاظة لكن – فأنا أعرف أنه صديقكم الوفي الحميم – ولكن لأنه هو الحاكم العربي الوحيد الذي امتلك فضيلة الصراحة للاعتراف بنوع شرعية حكمه . أتعتقد يا سيدي أن الباقين يختلفون ؟؟؟ ياله من أمر محزن يا سيدي أن يظن رعاياكم – وبعض الظن لا كله إثم – أن أعداء الأمة لم يتسللوا إليها من خلال أوباشها بل من خلال أرؤسها..
  • فأولئك الحكام الذين يرتدون رداء الإسلام يسهمون من خلال مخططاتهم في تشكيك الأمة بصلاح دينها لممارسة حياتها وحكم أمورها، وتلك والله والله فرية عظمى وإفك أكبر . لكنها وقرت في أذهان البعض لأن تاريخ الحكام الأسود إذا حسب على الإسلام فهو مروع ورهيب ولم يكن حكمهم حكم الإسلام وإنما اغتصابا يرتدى غلالة مزورة يدعى أنها الإسلام.
  • إنكم يا سيادة الرئيس غير قادرين على حوار، لأن أي حوار يتضمن افتراض خطئكم واحتمال صوابنا، ولأن الحوار يتطلب أيضا افتراض تساوى أطرافه . لقد نهانا القرآن يا سيدي – ونهاكم أيضا – أن نتنابز بالألقاب لكنكم تنابزتم بالقرآن الكريم والحديث الشرف . وبأسماء الله الحسنى .
  • منذ عشرات الأعوام عندما أطلق الإعلام الغربي الصهيوني الفاجر صكوك غفرانه وشهادات الكفر والإيمان، كانت الخطة أمامه مكتملة ينفذها خطوة خطوة ولم يلاحظ من فقهائنا فقيه أن دعاوى الكفر لم تصب إلا أعداء أمريكا و إسرائيل، ولم يكن الأمر بالنسبة لهم كمثله عندنا مجرد حشو لصفحات الصحف بالحروف ولأجهزة الإذاعة والتليفزيون بالكلمات والصور، كان تنفيذا لخطة كاملة شاملة تفقدنا – نحن الأمة – التعاطف معهم كي يضربونا نحن في النهاية . وكان المرجو من فقهائنا أن يحمونا، لكن بلغ الأمر ببعضهم أن فسر آية " وشاورهم في الأمر " على أن الأمر القرآني موجه للرسول صلى الله عليه وسلم لا إلى الحكام، وأن هذا دليل على وجوبه على الرسول لا على الحكام . إبكوا كثيرا، واضحكوا قليلا .
  • والله يا سيدي لكأننا من أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدنا في الجور ولم نعرف غيره .
يا سيدي :
  • عندما يهدر الأفراد الشرعية فمن واجب الدولة أن تتصدى لهم يساعدها المجتمع فإن أهدرت الدولة نفسها الشرعية فكل شئ مباح .. ولقد حمد ابن الخطاب الله يوما أن جعل في أمته من يقوم اعوجاج عمر بسيفه .. أما أجهزة أمنك فهي تسحق سحقا أولئك الذين يقومون اعوجاج منحرفيكم بألسنتهم . أما الذين تتفضلون عليهم بعدم السحق فأنتم لا تمنون عليهم إلا بآذان بها وقر، وقد لا تعلم يا سيادة الرئيس كم تعذبنا عندما كان الدكتور حلمي مراد يكتب مقالاته الرصينة المهذبة، التي لا تخدش حياء ولا تكشف عورة، باذلا النصح لكم من أجلكم، ومن أجل وطنكم وأمتكم ودينكم، وفى البداية ما من مرة كتب إلا ظننا أنه كشف لكم ما التبس، وأوضح أمامكم ما عميت عنه البصائر والأبصار، وأنكم لابد منصفوا الحقيقة ولو من أنفسكم، بيد أن صمتكم كان يذبحنا، وعندما ارتفعت نبرات ذلك الرجل العظيم، ووضحت إشاراته لحد الفضيحة، قلنا أنكم سترسلون من يستر ما انكشف من سوأة أخيكم، لكن حتى ذلك يا سيدي لم يحدث، فظل واخوة له يسوموننا الحكم بسوءات عارية ومساوئ بادية ولم يجد حلمي مراد مناصا من تسليم خطاب تلو خطاب، ومناشدة تلو مناشدة إلى رجالك كي تكون الحقيقة أمامك، لكن شيئا لم يتغير واضطر الكاتب الوطني الكبير بعد اليأس أن يضع للأجيال القادمة كتابا يتضمن ما يحدث من فساد في قطاع البترول، ولم يكن الخلاف حول مبادئ يجب ألا تختلف عليها – لكننا للأسى اختلفنا – ولا حول نظريات يمكن بل يجب أن نختلف عليها، ولكن خلاف حلمي مراد – ومعه الأمة – مع حكوماتنا وكنا ننشد فقط ألا تكابر الأجهزة عندما يكون الفساد فادحا مكشوفا موثقا بالأدلة والمستندات، لكنهم يا سيادة الرئيس كابروا وعندما آن الأوان الذي لا نعرف له سببا وأقيل بعض المفسدين كنا ندرك أن هذا ليس رجوعا إلى الحق وإنما خلاف حول باطل .
  • وبعد ذلك وقفت الدولة بقضها وقضيضها تساند الفساد وتعضده، حتى لتكاد النكتة الشعبية الشائعة تتحقق : عندما حكمت ببراءة المتهم وحبس المحامى .
  • ولو أن الأمر يا سيدي كان يقتصر علي فساد جهاز أو هيئة لهان، لكنه فساد نظام ومنهج، يفسد فيه الفاسد غير الفاسد، فإن لم يستطع عزله عن التأثير على المجتمع و شهّر به وافتأت عليه .
  1. لقد اقترن عهدك يا سيدي الرئيس بالقروض بأكثر مما حدث في عهد إسماعيل وأنت تعرف ما حدث بعده .
  2. ولقد كان ترك شركات توظيف الأموال في غيبوبة القانون مأساة، وكان اغتيالها بالقانون كارثة .
  3. كذلك كان ترك البنوك الأجنبية تنهبنا وبنك الاعتماد والتجارة يهدر مقدرات مواطنيك مأساة وكارثة .
  4. والطريقة التي يباع بها القطاع العام الآن، والطريقة التي يعامل بها القطاع الخاص المنتج – خاصة في مجال استزراع الصحراء – مأساة وكارثة .
  5. والطريقة التي تدار بها الصحف الحكومية والإعلام والثقافة والفنون مأساة وكارثة .
  6. ونظام التعليم من أدناه إلى أعلاه مأساة وكارثة .
  7. كذلك نظام الشرطة والجامعات وربما الجيش .

إن ريتشارد نيكسون يحدد – في كتابة : انتهزوا الفرصة

طريقة انهيار دول العالم الثالث، وخروجها من التاريخ فيما يحدث عندنا الآن .

ويقول فوزي منصور في كتابه : " خروج العرب من التاريخ

إن التاريخ قد يغفر لأمم أن تنهزم لكنه لا يغفر لها أن تعطى للتاريخ ظهرها" ..

فلماذا نفعل ذلك يا سيادة الرئيس،

ولماذا نجعل على رأس أجهزتنا حكاما لو اختار أعداؤنا ما اختاروا غيرهم .

سيدي الرئيس :

  • لا يثمر الكذب إلا كذبا ولا ينبت الشر إلا شرا، ولا تسفر الخطيئة عن حلال، لذلك أقول لك أن خطأنا في المنهج، وهو خطأ كفيل إن لم تتداركه بانهيار مخيف، وصدقني أنني أخشى انتقام الله منك ومنا، أخشى أن ينتهي عهدك نهاية كابوسية تنهار فيها السدود والأنفاق، وتنفجر مياه الصرف وتشتعل أنابيب الغاز ومصافي البترول، وتغرق السفن وتنتشر الأوبئة، وتكسد التجارة وتخسر المصانع – التي أدت غرضها لمن أقامها بمجرد قبض العمولة عليها –، أخشى أن تتحول بلادنا، كما تحولت بلاد أخرى إلى مسخ أوطان ترتكب فيها الشرطة أعتي الجرائم وتنشر المخدرات، ويهدد العسكر أمن الوطن، ويتخلى القضاء جالسا وواقفا عن تراثه العتيد، فيتاجر بالعدالة، ويتحول الأطباء إلى مصاصي دماء يتاجرون بالبشر، أخشى تراجع القرى إلى عصر الخراب والمدن إلى عصر الغابة، أخشى أن ينهار المجتمع كله.

أجل …وعند ذلك تأتى إسرائيل لتحكمنا .

فمن أجل أبنائي وأبنائك صن.

من أجل الأمة والعرب والمسلمين صن.

في سبيل الله صن

  • فليس الأمر أمر هيئة ولا مؤسسة ولا حكومة وإنما المجتمع كله، الأمة والتاريخ والدين والحضارة، وليس كل ذلك فقط . وإنما توشك الأرض أن تميد تحت أقدامنا، أن ننتهي كجغرافيا وكمجرد وجود بيولوجي.
  • أنت لا تملك الوقت يا سيدي كي تقرأ كما نقرأ، استدع إذن أستاذا في التاريخ وأسأله، أي أستاذ، حتى لو كان الدكتور عبد العظيم رمضان، استدعه وأسأله عن تماثل ما يفعله الأمريكيون بنا، وما فعلوه بالهنود الحمر، حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم وزعيمهم يصرخ في أسى : إنهم يتحدثون دائما عن السلام لكنهم لا يطبقونه أبدا .. سله يا سيادة الرئيس إن كانوا قد وفوا بعهد قط، إن كان قد منعهم مانع أو وزعهم وازع أو ردعهم رادع، لقد وصف ريتشارد نيكسون بعض دولنا بأنها مجرمة لكننا نرى أن أمريكا هي أكثر الدول وأبشعها إجراما في التاريخ، لكن عبد العظيم رمضان لن يقول لك كل هذا فحاول أن تعرف الحقيقة منا لا ممن حولك، فإننا نظن – وبعض الظن حق – أنه يكاد ألا يكون أحد منهم إلا ويكذب عليك، ما من أحد يقول لك رأيا يعرف أنك لا تراه، ما من أحد منهم يكتب مقاله يبحث فيها عن حقيقة ينزف في تلافيفها قلبه، وهو يحاول أن يستقطر منها الحكمة كي يقدمها إليك، إنما يا سيدي – وتلك كارثة - يتلمسون اتجاهك، يحاولون معرفة رأيك كي يؤكدوه لك ويبرروه لنا، وهم بهذا يكفون عن الكينونة بشرا ليكونوا مرايا، لا ترى فيها أحدا إلا نفسك، يكفون عن الكينونة بشرا ليكونوا خبثا يعزلك عن ضمير الأمة، وآمالها وآلامها وعنائها، أعظم من فيهم يا سيادة الرئيس شيطان أخرس لا يأمرك بمعروف ولا ينهاك عن منكر، أعظم من فيهم يتجنب إبداء رأيه لأنه يعلم أنه يخالفك، أما الآخرون فقد حسبوها حسبة أخرى، فأنت بالنسبة لهم أكبر استثمار في حياتهم، كلما وافقوك أكثر كانت مغانمهم أكبر، ثم أن عقابك عاجل وعقاب الله آجل، و غرتهم الأماني فحسبوا إمهال الله نسيانا، ثم رأوا رأى العين في كلمة الحق ابتلاء، وأن قائل الصدق في أحسن الأحوال عندكم مذموم مدحور محاصر بأجهزتكم التي تطلق عليه الشائعات أحيانا والكلاب أحيانا أخرى .

ماذا يفيدك يا سيدي أن تفقأ عيون

كان المأمول أن تكون عيونك .

ترى حين أفقأ عينيك وأثبت جوهرتين مكانهما …

ترى هل ترى ..

هي أشياء لا تشترى

  • أجل يا سيادة الرئيس فلنحاسب أنفسنا ولنحاسب بعضنا .. قبل أن يحاسبنا الله . وإن كان يسوءك اشتدادي عليك في الحساب اليوم فيوم القيامة أمام الله سيكون الحساب أشد … لكن الحساب يوم الحساب ..

فهل تشك يا سيادة الرئيس أن هذا اليوم آت …

لا أظن أنك تشك. .

  • لكن هل أعددت لذلك اليوم العظيم نفسك ؟.. يوم يقضى الله للجلحاء من القرناء، ويوم يسأل الجماد فيم نكب إصبع الرجل، هل أعددت نفسك يوم يسألك ونحن شهود لك أو عليك فماذا تفعل حينذاك ؟..

ماذا تفعل في هذا اليوم ؟.

  • ماذا تفعل في هذا اليوم ؟ يوم التكوير، يوم الانكدار، يوم التسيير، ، يوم التسعير، يوم التعطيل، يوم التسجيل، يوم السؤال، يوم الكشط والطى ، يوم الساعة، يوم البعث، يوم النفخة، يوم الناقور، يوم القارعة، يوم الغاشية، يوم النشور، يوم الحشر، يوم العرض، يوم الجمع، يوم التفرق، يوم البعثرة، يوم التناد، يوم الدعاء يوم الواقعة، يوم الحساب، يوم السؤال، يوم الشهادة، يوم التبديل، يوم التلاق، يوم الآزفة، يوم المآب، يوم المصير، يوم القضاء، يوم الوزن، يوم الجدال، يوم القصاص، يوم الحاقة، يوم الطامة، يوم الصاخة، يوم الوعيد، يوم الدين، يوم الجزاء، يوم الندامة، يوم التغابن، يوم الشخوص، يوم الشفاعة، يوم العرق، يوم القلق، يوم الجزع، يوم الفزع، يوم فرار، يوم الازدحام، يوم الحر، يوم العطش، يوم الانفطار، يوم الانشقاق، يوم الذل، يوم الخوف، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، يوم تبض وجوه وتسود وجوه......... فهل تشك يا سيادة الرئيس أن هذا اليوم آت ؟..

أنا واثق أنك لا تشك..

لكن إن كنت لا تشك في ذلك الهول كله ..

أفليس جديرا بك أن تدعو بالرحمة لمن يهدى إليك عيوبك .

وأليس جديرا أن أهتف بك : أتق يوما كان عذابه مستطيرا

كان … فعل الديمومة والكينونة ..

هي الفتنة يا سيادة الرئيس فابتغ الخلاص .

أم حسبت أن تقول أمنت ولا تفتن .

ألم تسأل نفسك قط أين الملوك والحكام قبلك

وقد بعدوا ونسى ذكرهم وصاروا كلا شئ،

لقد بقيت عليهم التبعات وانقطعت عنهم الشهوات،

مضوا والبنيان بنيانهم يملكه غيرهم .

فإذا لم نجرؤ نحن أن نسألك عن كل هذا..

أو إذا جرؤنا لكنك لم تعرنا اهتماما،

فكيف ستواجه حساب الله سبحانه وتعالى لك يوم القيامة ؟..

انني واثق أنك أيها المواطن مثلى بالله تؤمن .

لكن .. لا إيمان بلا يقين ..

واليقين يهزم الزمن حتى يكاد يلغيه ..

وإنى لأكاد أراك رأى العين.

يحاسبك الله ويسألك الملائكة وأصابع مئات الملايين

من وطننا ومن العالم العربي والإسلامي تشير إليك هاتفة :

- كان يستطيع يا رب .. لكنه لم يفعل ..

وأخالك يومها .. وحدك ..

لا جيش ولا حرس ولا أمن مركزي ولا وزير داخلية يقلب الحقائق..

وكل نقطة قوة كانت لك في الدنيا هي عليك في الآخرة ..

فهل أعددت عدتك للسفر يا سيادة الرئيس للقاء ربك ..

أدمعت عيناك من خشية الله منذ أصبحت رئيسا للجمهورية

أم غرتك القوة ؟ أنكصت عن فعل كنت تزمعه خوفا من الله .

أو أقدمت على فعل لصالح رعيتك مبتغيا وجه الواحد القهار لا مبتغيا استمرار النظام ..

أقدرك الله علينا اليوم، فاتقيت قدرتنا عليك غدا أمامه ..

  • وكيف تجيبه حين يسألك عن جائع لم يجد طعامه .. وعار لم يجد كساءه، وقاطن بالمقابر لم يجد سكنا .. وعن مظلوم لم تنصفه وعن ظالم لم تنصره برده عن ظلمه .. وعن آمال ضيعتها وعن آلام سببتها وعن كذب لم تصححه وعن تزييف لعقل الأمة لم توقفه .. وعن أشرار وليتهم وعن لصوص ائتمنتهم، وعن أتقياء استبعدتهم، وعن حق هجرته، وعن باطل احتضنته، وعن أخ لك في الله جفوته حتى العداوة وعن عدو لله اصطفيته .. وكيف تجيبه حينما يسألك عن لصوص ومرتشين استنزفوا البلاد سكتّ عنهم .. وكيف تجيبه عندما يواجهك من عُذّب في عهدك .. وما بالك إذا أخذوا يقتصون منك بكل ما فعل بهم واحدا واحدا يا ابن الأكرمين .. وكيف تجيبه حين يواجهك الآلاف الذين استشهدوا في حروب الوطن .. أدافعت عن القضية التي استشهدوا في سبيلها، أم أن موقفك منها تلخص في حكمين فاجعين : حبس بطل مصر العظيم سعد الشاذلي وفى نفس اليوم الإفراج عن آل مصراتى ..ألشاذلي أي عار ينكس القامات ويجلل الهامات.....

وليس حزننا من أجل الفريق الشاذلي كشخص

فمثله لا يحزن عليه، بل به وله نفرح..

ولا حزننا من أجلك فما يزال باب التوبة مفتوحا أمامك .

وإنما نذكر نصر أكتوبر،

نصرنا اليتيم الذي ليس لدينا سواه نفخر به ونعتز بذكراه

فنرى بطله الثالث – أنت يا سيادة الرئيس

يحبس بطله الثاني: سعد الدين الشاذلي .

ولعلك تتساءل الآن عن البطل الأول لحرب أكتوبر ..

سأجيبك : أنا يا سيادة الرئيس .. أنا..

  • أنا بطلها، أنا المواطن المصري العادى البسيط الذي لا حول له ولا قوة، أنا من لا رأى له يسمع ولا قهرا يمنع، آبائي و إخوتي وأبنائى هم فعلوها في رمضان وانتصروا، نحن الذين كافحنا ودفعنا دماءنا من أجل أن نكلل هامة الأمة والتاريخ بالانتصار .

فكيف لا يلبى بطل رمضان الثالث أمر بطلها الأول بالإفراج عن بطلها الثاني كيف ؟..

وكيف تقف أمام الله لتدافع عن نفسك ولماذا تجعل مهمتك كل يوم أكثر صعوبة؟

  • لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، إذ يبدو أن أعداءنا وأعداءك يدفعون الأمور في سبل محددة وطرق ممهدة كي يحرجوك ولا يبالون بمشاعرك ووضعك أمام شعبك وأمام أمتك وأمام العالم..

نفس ما فعلوه بالسادات في أعوامه الأخيرة بعد أن وثق بهم .

  • وهنا أيضا يبدو إصرارك على عدم تعيين نائب لك مخاطرة بمستقبل الوطن إذا ما شاء الله أن يسترد وديعته فيك .
  • يا سيدي … يا سيدي … قد يقول لك سدنتك أنني انفعالي متخلف أحدثك بالقلب في عالم لم يعد فيه للقلب صوت، بيد أنى أحدثك حديث العقل أيضا.
  • والعقل قيمة كبرى أعلى الدين من شانها حتى لتسقط فروض الدين عن غير العاقل، وهو قيمة عليا أخذ أعداؤنا بأسبابها فامتلكوا الدنيا، وها نحن أولاء نوشك أن نكون لهم عبيدا، أهملناها رغم أن دينهم لم يعل شأن العقل كديننا، و ذلك يعنى أن لا نتبع نمطهم العقلي الفاسد. فعندهم الغاية تبرر الوسيلة , وعندنا الغاية وجهه والنتيجة أمره وقدره وقضاؤه أما الوسيلة فهي أمرنا , وقدرنا وقضاؤنا الذي سيحاسبنا الله عليه . والعقل قيمة عليا في كل ذلك لكنه يكاد يكون عندهم هو القيمة العليا الوحيدة بينما هو لدينا قيمة عليا من قيم عليا ليس لها نهاية , علينا أن نأخذ بأسبابه فنحن أولى بها منهم ولكن علينا في ذات الوقت ألا نسقط من خلاله في براثن اليأس وحمأة الرعب وسلاسل العبيد..
  • العقل قيمة عليا … علينا ألا نفلت سببا من أسبابه، لا لأن ذلك سبيل انتصارنا عليهم، وإنما لأن ذلك أمر الله لنا .. فإن اتبعنا أمره سيأتينا نصره، سيأتينا من حيث لا نحتسب، ستنهار كتلتهم كما انهارت الكتلة الشرقية، وسوف تصدع الأرض والجبال والبحار لأمر الله فيغرقهم طوفان ويحرقهم بركان وتميد بهم رواس، سيرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل تجعلهم كعصف مأكول، وسننتصر، سينتصر الإسلام بطريقة جديدة فريدة تحفظ له عظمته، ولعله سيغزوهم داخل ديارهم لا بالسيف ولا بالقنابل، ولكن بمبادئه السماوية إزاء إجرام حضارتهم الوحشي وخوائها الروحي .

سيدي الرئيس :

  • لست مزايدا ولا مقامرا ولن أطلب منك حرب أمريكا ولا حتى إسرائيل فقد انقطع أملنا في الحاضر، حتى الحلم مات، ذوى، ذرتة رياح صرصر عاتية، لم نعد نفكر في حرب أعدائنا ولم نعد – حتى – نحلم بنصر، ذلك بأمر الله وبوعده الحق قادم، لكن في زمن آخر لن ندرك بشائره ولن نذوق رحيقه ، ما نريده، ما نرجوه ونتوسل وندعو الله من أجله أن نبقى لأبنائنا ما يبدءون منه، أن نترك لهم حتى رايات ممزقة وصواري محطمة تذكرهم بأن آباءهم كان لهم شرف المحاولة قبل عار الهزيمة، كيلا ينظروا إلى أجيالنا باشمئزاز واحتقار هاتفين: ألم يكن فيهم رجل؟ ألم يكن فيهم رشيد؟ ما نرجوه منك يا سيادة الرئيس أن نوقف الانهيار لنبدأ .. لنضع اللبنة الأولى في مصر، فمنها سيفيض النور والخير بإذن الله على العالم العربي والإسلامي .

وما أطلبه منك يا سيدي – والله – ليس عسيرا

وإنما هو الحق والعدل والدين والمنطق والسياسة والحضارة .

ما أطلبه منك:

ليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد في السلطة

إن كانت السلطة شرا فكفاك وإن كانت خيرا فقد نلت منه ما يفيض..

أنت نفسك الذي قلت لنا ذلك في بداية حكمك

فلا يصدنك شياطين الجن والإنس عن عزمك القديم..

السلطة مغتصبة من الأمة فأعدها إليها..

لا ترشح نفسك مرة أخرى..

والذي نفسي ونفسك بيده لن يدفعك إليها إلا منافق

ولن يكذبني إلا كاذب ولن يستبقيك إلا عاص يريد الخير لنفسه،

وقد اطمأن لموقعه في وجودك، فكن القدوة …

كن أول حاكم يتخلى عن السلطان اختيارا..

اخلع أرديتها فإنها لظى نزاعة للشوي

وعد إلينا حبيبا قريبا، بطلا عظيما لنصر وحيد، وقد بنا من صفوفنا محاولتك لرأب صدع الأمة.

خض بنا البحر – في سبيل الله - نخضه معك .

ليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد لك في السلطة .

  • انقل الحكم من العسكريين إلى المدنيين، وهو انتقال لابد آت فافعله أنت اختيارا تحقن دماء أهلك من سطوة العسس . اجعل من مصر منارة أمام العالم الإسلامي حيث نظام الحكم وشخص الحاكم لا يتغير إلا بالموت، افعلها تكن لك يد بيضاء عند الأمة أبد الدهر .
  • افعل ما تود أن تقابل الرحمن به غدا، بل اليوم بل الآن، أم أن لديك ميثاقا أن تعيش أكثر . وهل تنتظر إلا الساعة أن تأتينا بغتة فقد جاء أشراطها يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم لأنهم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون .

إن الشيطان قد يئس أن يعبد لكنه رضى أن يطاع فلا ترض أنت .

فليكن عيد ميلادك القادم آخر عيد ميلاد لك في السلطة .

وحين يحين ذلك حاول أن تحصى ذنوبك كي تتوب إلى الله .

أن ترجع عنها قبل أن يرجع عليك بها .

صارح الأمة وواجهها بحقيقة أمرها .

ذلك أن أول درجات سلم التوبة الصعب أن تقر بذنبك ..

اكشف لنا ما قد علمت من تعذيب وتزوير وتستر..

اكشف للأمة أن ما شاركت فيه لم يكن " عاصفة الصحراء " فقط

وإنما كان " المجد للعذراء" أيضا وهو أسم أخفاه إعلامك عن الأمة لغرض في نفس شامير وبوش .

ألغ قانون الطوارئ .

وافق على تغيير الدستور .

ألغ الاستفتاء على رئاسة الجمهورية وحوله إلى انتخاب حر .

لا ترشح نفسك مرة أخرى ..

أوقف التعذيب..

أوقف تزوير الانتخابات ..

أطلق حرية الصحافة والأحزاب حقا وصدقا ..

طارد الفساد والمفسدين ..

ضع الأسس لبناء مصر الحديثة. .

  • خطط لإعداد دولة الإسلام كما خطط بنو إسرائيل لإقامة دولتهم.. ضع مع أقرانك خطة تحقق ولو بعد مائة عام .. إن بقاء أي أسرة من الأسر الحاكمة الآن في العالم العربي والإسلامي لمدة عام واحد أمر غريب، عشرة أعوام معجزة عشرين عاما مستحيل، فأعرض علهم إذن مشروعا لوحدة العرب المسلمين لا يكتمل إلا بعد مائة عام، مشروعا لا ينتقض من سلطة، مشروعا يداوى جروح الأمة ويجمع شراذمها ويعيدها خير أمة أخرجت للناس .

افعل ذلك، تمح حسناتك سيئاتك..

تب إلى الله..

وإن لك من مجد أكتوبر ما يجعلنا ندعو الله أن يغفر لك .

افعل ذلك … فو الله لو جئت الله بملء الأرض ذنوبا لجاءك بمثلها حسنات .

ولو تقربت منه ذراعا تقرب منك باعا وإن أتيته تمشى أتاك هرولة .

وليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد في السلطة .

قد يكون هذا آخر حديثي لك ولعله آخر الاجتماع

فالسلام عليكم يا سيادة الرئيس ..

السلام عليك يا أيها الأجير …

فلعلنا لا نلتقي أبدا بعد عامنا هذا في موقفنا هذا .

  • ومن أجل هذا كتبت لك ما كتبت، ولم أكن ألقى بنفسي في التهلكة بل والله أنقذها.. فلو أن عبدا خير بين ما عند الله وما عندك فاختار ما عند الله أيهلك، أم ينقذ من الهلاك نفسه ؟.. أبارت تجارته أم ربح البيع. .

السلام عليك أيها الرئيس .. السلام عليك،

وعلى موعدنا للقاء أمام الله في يوم قد يكون مقداره خمسون ألف سنة .

  • خمسون ألف سنة فتخيل معي يا سيادة الرئيس واعتبر، لأننا - إذا كان ذلك - في الحساب على ذنوبنا - لا في العذاب عليها - سوف نحاسب عن كل يوم عشناه في هذه الدنيا ثلاثة أعوام ..
  • فكيف لا أقول، وما أنا إلا عابر غريب، دنياي آخرتى، والطريق وعر، والمخاطر جمة، حتى أنني أتهلل لم يختصر لي المسافة ويقصر على الشقة ويخفف الابتلاء ويلطف القضاء ويعجّل بالأوبة . لست مقيما، وإنما أتزود من قفرى لروضتي، أنتظر الطلب بالذهاب والإذن بالمثول، غير آبه لأي حال تكون عليه عظامي وإهابي حين مغادرتي .

وكيف لا أقول وما أنا إلا عبد أرسله سيده وأمره أن يقول فكيف لا أصدع أنا ولم لا تصدع أنت ؟ ..

السلام عليك أيها الرئيس .

سلا م الله لا سلام أعداء الله .

السلام عليك ورحمة الله وبركاته .