النشوقاتى والاصالة

النشوقاتى والاصالة
الاصالة دمياطية

الخميس، 27 أكتوبر 2011

منى برنس* تكتب: الداعية الدكتور علاء الأسواني مفتي الديار الثقافية الوطنية

الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

مــــــن مواطـن مصري إلى الرئيس مبارك "5" والاخيرة

عام سعيد يا سيدي …

كل عام سعيد يا سيدي …

اقرأ يا سيدي الجزء الأخير من رسالتي إليك..

اقرأها ولا تكتف، ولا تصدق أيضا، رد أبى جهل عليها

ولا تقرير أبى لهب عنها ولا استنكار ابن أبىّ لها .

  • لا تصدقهم .. فهم يا سيدي سيقولون في قولي لك ما قد قاله أبو جهل قبل ذلك للمسلمين السابقين …سيقولون مثلما قالوا في محاولات إبراهيم شكري لرأب الصدع بيننا وبين ليبيا وسوريا والعراق، وهو لا يحزننا لكنه يخفينا على مستقبل الدين ومصير الأمة . لا يحزننا ولا ينقص من كرامتنا حتى لو ألقوا الروث على رؤوسنا كما فعل أجداد لهم مع سيد الخلق وأكرمهم عند الله، صلى الله عليه وسلم … وفى المسجد الحرام .. عند الكعبة
  • أجل لن يحزننا ما يقولون فأي قائل أكمل من سيد المرسلين وقد قالوا أنه مجنون ؟ وأي كلام أجل من كلام رب العالمين وقد قالوا أساطير الأولين ؟ ..
  • اسمعنا نحن، فإن المواطن العادى ذا العقل السليم يستطيع التفكير خيرا من أعظم كتابكم الذين تصدر عنهم أفخم الكلمات بأضخم الأبناط، لكنهم إذ يفعلون تحولّ عيونهم فعين على سيف المليك وعين على ذهبه.
  • لقد أكلوا خبزكم فكان عليهم أن يحاربوا بسيفكم، كتاب سوء وعلماء ومسئولي سوء يسخرون مواهبهم لمسخ الدين ومحو الحق، ولتحويل دين الحرية إلى سبيل للظلمة والمستبدين لإحكام قبضة ظلمهم واستعبادهم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
  • اسمعنا فنحن عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء، فليكن صغوك وميلك معنا، أما خاصتك يا سيدي، فوالله ما من أثقل عليك مؤنة في الرخاء وأقل معونة عند البلاء وأكره للإنصاف واسأل بالإلحاف وأسرع تنكرا عند ملمات الدهر منهم .
  • اسمعنا فإن الوضع الآن خطير ورهيب، ولقد سقط من التاريخ سبعون عاما فعادت حضارة الغرب قوية ضارية بعد أن استأصلت أورامها النازية والفاشستية والشيوعية، عادت متحدة لتواجه بقايا مهلهلة لإمبراطورية الإسلام التي طالما أرعبتهم .
  • ولقد كانوا مشغولين عنا فوضعوا أمامنا إسرائيل كالرداء الأحمر أمام ثيران تندفع تجاهه فتجيئا السهام والصواريخ والقنابل من كل خلف .. ليست القضية قضية حدود 73 و 67 و لا حتى 48، ليست القضية وجود إسرائيل كلها، جديدة وقديمة، وهى قضية لم يكتب لنا النصر فيها ولن يكتب حتى نواجههم متحدين كما يواجهوننا متحدين .. فإسرائيل ليست سوى الرداء الذي يشغل الثور عن عدوه الحقيقي.
  • اسمعني يا سيادة الرئيس فالغضب في قلب الأمة شواظ نار محرقة لا يخفى ضريمها إلا بحور من اليأس لا من رحمة الله .
  • اسمعني، فبرغم يقيني أن ليس لها من دون الله كاشفة إلا أنني أوقن أيضا أن الله لن يكشف الضر عنا حتى نغير ما بأنفسنا .
  • اسمعني فقد اجتويت المقام، لكن ليس لي في الدنيا وطن آخر أعيش وأموت فيه ويعيش فىّ، وليس لي من رئيس سواك أناشده المرة تلو المرة، رغم أنهم يجهدون دائما أن يبعدوني عنك ويبعدوك عنى، ولطالما طمعت فيك أن تكون راعيا للدين حين تمكنت منه الذئاب وأسلمته رعاته .
  • يخيل إلى أحيانا أنك تغيرت كثيرا عنك في بدايات حكمك، وانك نسيت، لكنني في ليلة القدر هذا العام وجدتك في التليفزيون فإذ بك تنطق آيات وددت لو تلوتها عليك، أن أنبهك إليها فقد تكون نسيتها، وأردت أن أذكرك فالذكرى تنفع، لكنك تعرفها إذن، تعلمها، ألا تعلم أيضا أن أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه
  • وانتهت يومها خطبتك لأفاجأ بنشرة الأخبار وفيها تطلب أنت من مجلس الأمن أن يؤجل قراره بإدانة ليبيا – 24 ساعة – حتى لا يتوافق صدوره مع ليلة القدر.
  • لماذا تنصحهم بعدم استفزاز الأمة في ليلة مباركة، أخوفا من ثورة الأمة عليهم، أتحذرالأمة أم تخدرها، أحرام في ليلة القدر حلال في غيرها ؟ اذا يمكنني أن أقول لك، ماذا ؟.. كيف أفهمك وكيف تفهمني ؟..
  • هل يدهش داهش بعد ذلك إن جاء دفاع مجرم العتبة ليطلب تخفيف الحكم أو حتى البراءة لأن الجريمة وقعت بعد الإفطار لا أثناء الصيام ؟!..
  • إن رد الفعل العفوي للأمة بالنكتة أو الشائعة لا يقل أهمية عن الفن العظيم، وهو مثل الفن تيار وجداني مواز للواقع وقد يكون أكثر صدقا، ذلك أنه يتخفف من أعبائه وليست عليه تبعاته، ومن هنا تتبدى أهمية دراسة العادات والتقاليد والفلوكلور، فمن خلالها يتم التأثير في المجتمع وفهمه .
  • لا تأخذوا صمت المجتمع إذن بمعنى الرضا، ولا سلبيته بغرض العزوف، فهو مجتمع ما زال البسطاء فيه يطلقون على الملاريا اسم " المبروكة " وعلى العفريت اسم " بسم الله الرحمن الرحيم" لكنهم أيضا ذات البسطاء الذين تجاهلوا الاسم الحقيقي لصفقة الأتوبيسات – وورد – ليطلقوا عليها في عفوية عبقرية أسم : كارتر معربين للدنيا أنهم يعرفون منبع الفساد ومكمن الخطر.
  • ومن هذا المنطلق نفسه نستطيع أن نتفهم اشتعال الوجدان الشعبي بحادث العتبة، والذي كان كلحن جنائزي صادف قلب ثاكل، كقصيدة شعر تعبر عن هموم لا يستطيع المهموم نفسه أن يعبر عنها، وربما لا يستطيع أيضا أن يفهم ما في أعماق نفسه حتى تضئ القصيدة له جوانبها المظلمة، جوانبها المرعبة الموحشة التي لم يكن يستطيع مواجهتها ولا فهمها دون القصيدة التي قرأها صدفة، ولقد جاء حادث العتبة ليضرب في لحظة عبقرية على الوتر الصحيح، ليعزف اللحن الذي لم نتخيل أبدا سماعه وليقول الكلمة التي لم نجرؤ على نطقها، وليجسد الوضع النفسي الذي وجدنا أنفسنا فيه، فكان الحادث مفتاح الحل للغز حرنا في فهمه..
  • لقد كان العراق بالأمس – وليبيا اليوم وسوريا غدا ومصر بعد غد – هي الفتاة. وكان المعوق الذي ساعد – دون أي مبرر – هم من أيدوا الغرب بقلوبهم وأيديهم وكان المغتصب الغرب . وكان الأربعمائة متفرج هم الأمة التي وقفت ساكتة وعرضها يستباح وبكارتها تفض. أبعد كل هذا التاريخ من بطش الجهلاء ونفاق العلماء تطلبون الإيجابية من الناس؟.. ألا يسحق من يفكر مجرد تفكير أن يغير منكرا بيده ..؟ ألم يفت علماؤكم بأن تغيير المنكر مقصور على ولى الأمر، ما لهم يدينون الأمة إذن وقد دانت لهم بالطاعة ؟ أليست هذه السلبية غرسكم، وذلك الحنظل زرعكم، وذلك القتاد ثماركم ؟
  • ها هم أولاء رعاياك يا مولاي ساكتون، أنصاف رجال وأشباه بشر . سكتوا كما سكتوا على العراق وكما يسكتون عن ليبيا اليوم وأنا يا سيدي والله لست من مريدي القذافى ولا من تابعيه.لم أقرأ الكتاب الأخضر قط، ولا أعرف حتى الآن شيئا عن النظرية الثالثة ولم يرشني القذافى بمال، فلا تدع كتبتك يتهموني بذلك ظلما كما اتهمت أنت يوسف إدريس ذات يوم وأنت له ظالم ..
  • لا تربطني به صلة إلا الدين والهوية والأمل والألم واللغة والتراث والتاريخ المشترك والمصير الواحد، وهى كما ترى سمات تجمعني بمن أحب ومن أكره، تجمعني حتى بحكام باعونا، لكن ليس ثمة رباط شخصي، وبالرغم من ذلك، أو على الأحرى لأجله، وفى عشية 15 أبريل – حين فرضوا على ليبيا الحصار – جافاني النوم، ثقلت على الهواجس والهموم، والله والله والله يا سيدي طلبت الموت، تمنيته على الله، استعدت كلماتك عندما أنذرتنا أن الأيام القوادم سود، تخيلت أنني إن عشت إلى قابل فسوف أصحو ذات ليلة على ضابط أمريكي يطرق باب بيتي يأخذني كي يحاكمني : أنت متهم بالادعاء أن لك ربا غير بوش، وأنك تعادى آلهتنا، وأنك تؤمن برسل غير وزراء خارجيتنا ودفاعنا وأنك ما زلت تؤمن بأساطير الأولين فأقول له : أنى أعترف، فيأخذون أهلي رهائن ثم يأتي " بولدوزر" هائل يحمل نجمة داود يهدم بيتي..
  • والله يا سيدي أقولها حقيقة لا خيالا أنني أعتقد – إن استمر الحال كما هو – أن يكون محافظ مدينتي في غد قريب أمريكيا في غد غير بعيد إسرائيليا.
  • ليلة 15 إبريل كنت قد أنهيت كتاب محمد حسنين هيكل عن حرب الخليج، وكان حزني فاجعا، حزن غريب الأبوين ما مخضته بطن، فها هو ذا محمد حسنين هيكل يستشرف رؤى الإسلام والمسلمين كما لم يستشرفها من قبل، فيصول في التاريخ ويجول ليضع ما يحدث لنا، للعراق وليبيا ومصر في مكانه الطبيعي والحقيقي من بانوراما التاريخ الهائلة، إذ حاول الغرب منذ ألف عام في حروبه الصليبية أن يحطم قلب العروبة والإسلام متمثلا في مصر والشام، لكنه بعد مائتي عام من المحاولات عجز عن تحطيم القلب بالمواجهة فقرر تحطيمه بالالتفاف، بقص أجنحة العالم الإسلامي، وتم له ما أراد بالاستيلاء على الأندلس غربا وعلى الهند شرقا، ومن الهند سيطر على شبه الجزيرة العربية، وليرسم ضابط بريطاني الحدود بين إماراتها وممالكها، تلك الحدود التي شتتت قوانا بالفرقة ثم ضيعتها في عاصفة الصحراء بين الرمال السافيات هباء . ليكون تحطيم العراق وليبيا هو الخطوة الأخيرة مخططهم القديم نحو مصر.
  • سيدي الرئيس :
  • يذكر هيكل واقعة عن قرارات القمة العربية في القاهرة بعيد غزو الكويت، واقعة فاجعة، الفاجع أكثر أنني – وقد تلاشت التخوم بين العقل والجنون- على استعداد لتصديقها، فالقرارات التي عرضت على الجلالات والفخامات والسماوات كانت ركيكة الصياغة بدرجة تشي أنها ترجمت إلى اللغة العربية على عجل، ولم يكن لدى المترجم الحصافة أو الوقت ليغير التاريخ من أول أغسطس إلى الثاني من أغسطس بالنسبة للعالم العربي وأوربا، لكن فرق سبع ساعات في التوقيت بيننا وبين واشنطن جعل فجر 2 أغسطس عندنا هو مساء 1 أغسطس عندهم، وكان 1 أغسطس هو التاريخ الذي ورد في مشروع قرارات الجلالات والفخامات والسماوات، كان الأمر واضحا وفاضحا، لقد أعدت قرارات مؤتمر القمة العربية في واشنطن، ولم يكن لديكم من الوقت حتى ما تغيروا فيه فارق التاريخ الناتج عن فرق التوقيت.
  • ولم يكن صباح 15 إبريل بأمثل من ليله، كانت السكين التي ذبحتني في العراق تشرع لذبحي في ليبيا، وكنت أفرج كربى بطرحه على زواري، لكن ما وجدته لم يكن دون القتاد شوكا ولا العلقم مرارة .
  • كان زائري الأول شابا يحمل درجة الدكتوراه شديد التدين والصفاء وأجابني حين سألته عن رأيه فيما يحدث بأنه شديد السعادة لأن الله يسلط الظالم على الظالم، وأردف موضحا : أليس هذا هو القذافى الذي أنكر الأحاديث وحرف القرآن ؟. أرأيت يا سيدي ماذا يفعل الإعلام حين يكون غبيا، بذيئا، يشوه وجدان صفوة عقول الأمة من أجل مصالح آنية دنيئة ووضيعة . أم لعلك نسيت ادعاء الكثير على صدام وأسمائه الحسنى، وعلى القذافى والخميني وجمال عبد الناصر وأحمد عرابي وكل من كفر بإمبراطورية الشر، لا أبرئ أحدا ولا أبرئكم لكنني أدين الكذب أينما كان .
  • كان زائري الثاني في ذلك اليوم طبيبا شهيرا يمثل صفوة الأرستقراطية المصرية النظيفة، وكان رأيه وهو يجادلني أن الأمر لو عرض على الشعب المصري في استفتاء لأيد الشعب موقف مبارك، فنحن نتعاطف مع الشعب الليبي لكن لا أحد مستعد للمشاركة في مصير محتوم لن يغيره مشاركتنا له، وقلت له: رأيك مثلهم ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، فلكي تستفتى استفتاء حقيقيا يجب أن تفتح وسائل الإعلام كلها لكل الآراء، ليس لمدة ربع ساعة كما فعلوا في سوابق لهم، وإنما لمدة ربع قرن ، ثم أن افتراضك الثاني خاطئ ومدمر، ذلك أن مصير ليبيا هو مصيرنا جميعا مع فارق التوقيت، وأطرق صديقي وقد تزلزل يقينه حين تذكر ما أنبأته به حين حرب الخليج، أنهم لن يحلوا قضية فلسطين، وأنهم سيصطادون الدول العربية والإسلامية دولة بعد دولة، و أن دور مصر آت لا مناص، وحينها، إن كان قد بقى من الدول العربية شئ فسيقفون منا ذات الموقف الذي تقفه أنت من ليبيا .
  • كان الزائر الثالث من عامة الناس على مشارف السبعين من العمر، وسألته ماذا فعلت بالأمس، وأجاب الرجل أغلقت على باب حجرتي وظللت طول الليل أبكى، كل ما عشت من أجله ينهار، وكل ما خشيت منه يتحقق .
  • ولم أفهم الدلالة الكاملة لذلك يا سيادة الرئيس إلا بعد أسابيع عندما نشر فهمي هويدى مقاله فذة .. شديدة الروعة مشتعلة بالآلام والمرارة بعنوان : " تقرير عربي عن الفتنة الأمريكية " كانت قمة جعلتني أشعر أنه يكتب بل يرقص مذبوحا من الألم، كان السر الذي لم يكشفه فهمي هويدى لقارئه أنه بدل الأدوار فتخيل يا سيادة الرئيس أن حاكما عربيا هو من يحكم الولايات المتحدة الأمريكية، وأن كتبتكم هناك هم كتبتكم هنا ووزراءكم هناك هم وزراؤكم هنا، وبأسلوبه الرصين المتميز أخذ يسرد بأسلوب شديد الجدية والسخرية والمرارة تفسير ما حدث في لوس أنجلوس على أنه مؤامرة من الأصوليين الإسلاميين لهدم أمريكا .
  • ما حدث بعد المقالة يا سيادة الرئيس كان مذهلا، كان فضيحة وكارثة للعقل المصري، إذ لم يفهم المقالة سوى أقل القليل، لم يدرك أحد مرارة السخرية فيها، وهتف أحدهم في يأس : ولماذا لا يسقط فهمي هويدى هو الآخر مع من سقطوا، هذا جيل أضناه الكفاح دون جدوى حتى سقط واحد من أعظم رواده : خالد محمد خالد – وهو يصرخ : "أدركنا بها يا بوش" فجعل من بوش صلاته وإلهه : فلماذا نتوقع من الناس إذن أن يفهموا، وقد بلغ بهم اليأس مبلغ أن أحدا عندهم لم يعد محصنا ضد السقوط.
  • إبان "غاشية" الخليج تضاربت الخواطر والحلول في رأسي، لكنني كنت أردع نفسي بأنها حلول مجنونة، ولم تكن مجنونة لأنني مجنون وإنما لأن حكامنا موجودون.
  • فكرت أيامها يا سيدي أن تتحد العراق والشام وشبه الجزيرة العربية و مصر لتعود كما كانت في عهد الفاروق عمر، ألا تستمر كما هي في عهد الخليفة بوش .
  • وأفكر الآن أيضا أن نحل مشكلة ليبيا بطرح ما قامت أكبر ثوراتكم في الظاهر بسببه " ثورة 15 مايو في بداية السبعينات" ألا وهو مشروع الوحدة بين ليبيا ومصر والسودان . ألم تعينوا له رئيسا، أكانت وحدة أم خداعا لأمة و إلهاء لها لا يقصد صالحها وإنما هي مناورات دنيئة للعبة الكراسي لكنها لا تجوز للإنقاذ؟
  • لكنك يا سيادة الرئيس ترد بأن الوحدة تحتاج لظروف لم تكتمل وقد يكون رأيك صحيحا في وضع أخر لا نملك الآن رفاهيته فعندما يكون الفناء محدقا بنا جميعا يحل لنا أكل الميتة أفلا تحل الوحدة ..
  • إن الغرب يطالب ليبيا بتغيير نظامها وإجراء انتخابات حرة فهل يسكت إذا ما طلبنا نحن بإجرائها في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي، في السعودية مثلا .. أو حتى مصر ..
يا سيدي :
  • ناشدتك الله أن تنظر في أحوال أمتك نظرتك عندما كنت واحدا منها قبل أن يوليك الله عليها . عندما كنت ترى – مثلنا – أن كوارثنا الاقتصادية تتلخص بإعجاز في قولك معنا لهم : لقد أخذتم المال في غير حله فوضعتموه في غير حقه، وجعلتم المال دولة بين الأغنياء منكم ، حين كان رأيك لبد رأينا ورأينا رأيك في أن سبب كل التوترات التي يحفل بها مجتمعنا ليس إلا الطغيان والاستبداد، فلا بد للحاكم المستبد من فئة مستغلة تعينه وتؤيده وتأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف لتتسلط معه وتستأثر بما تشاء من جاه وثراء، وهى في سبيل ذلك تهدم الدين والقدوة والمثل لتترك الأمة خائرة ضعيفة مهزومة من الداخل قبل أن تهزم من الخارج، حين كنا – كنت – نرى أن فرط الغنى وفرط الفقر يؤديان إلى تآكل صلابة الدولة.
  • أتذكر أحيانا مسرحية جون أوسبرز " أنظر وراءك في غضب " حين يقول أحد أبطاله أن خلف كواليس السلطة الرسمية يوجد خمسة أو ستة أفراد لا يعرفهم أحد لكنهم هم مصدر السلطة الحقيقية . لكن السؤال الذي يطعن القلب هو لمصلحة من ؟؟ من يملك السلطة ؟؟ ..
  • وتاريخنا يا سيدي يحوى كثيرا من السلاطين عجزوا عن إدارة أهون أمورهم، حتى شئون قصورهم، حيث تولاها بالرغم منهم الطامعون الغاضبون المتآمرون على الدين والوطن والأمة، حيث جرد الخليفة أو الملك أو الرئيس أو الأمير أو السلطان أو الإمبراطور من كل سلطانه وكل سلطاته مقابل وعد بأن يبقى التاج على رأسه وإن كان لا يحكم، لكن هذا الوعد قد تمخض دائما عن سقوط رأس الحاكم واقعا لا مجازا كي يبقى التاج بعد ذلك في يد أعداء وطنه وأمته ودينه . لي الحق يا سيدي إذن أن أخاف، ولى الحق أن ألقى السؤال تلو السؤال عن هذا الذي يحدث ؟ أيحدث بوعى وإدراك ؟؟ أم أن ما مارسه الأعداء والسلطة من تزييف وعى الأمة قد ارتد على الحكام فلم يعد أمامهم بيانات صادقة تمكنهم من تكوين رأى صائب .
  • سيدي : ليتك قرأت ما ورد في كتاب أثرياء الشرق للصحفي الألماني الشهير " جرهارد نزلمان " هذا الكتاب المأساة الذي يتناول فيه كاتبه – بموضوعية مذهلة – الموقف الإجرامي للحضارة الغربية تجاه العالم العربي والإسلامي، كيف ينهبوننا؟ كيف يسرقون منا الحاضر والمستقبل، ومجرد الأمل في حياة كريمة ؟ وأنه إزاء ذلك لا يردعهم رادع ولا يعوزهم وازع، فالغاية تبرر الوسيلة، وكل شئ لهم مباح، ولسنا بالنسبة لهم سوى فصيلة من العبيد أو الحيوانات المتطورة .
  • ولم أختر هذا المثل الذي يتحدث عن السلطان قابوس كراهية فيه ولا إغاظة لكن – فأنا أعرف أنه صديقكم الوفي الحميم – ولكن لأنه هو الحاكم العربي الوحيد الذي امتلك فضيلة الصراحة للاعتراف بنوع شرعية حكمه . أتعتقد يا سيدي أن الباقين يختلفون ؟؟؟ ياله من أمر محزن يا سيدي أن يظن رعاياكم – وبعض الظن لا كله إثم – أن أعداء الأمة لم يتسللوا إليها من خلال أوباشها بل من خلال أرؤسها..
  • فأولئك الحكام الذين يرتدون رداء الإسلام يسهمون من خلال مخططاتهم في تشكيك الأمة بصلاح دينها لممارسة حياتها وحكم أمورها، وتلك والله والله فرية عظمى وإفك أكبر . لكنها وقرت في أذهان البعض لأن تاريخ الحكام الأسود إذا حسب على الإسلام فهو مروع ورهيب ولم يكن حكمهم حكم الإسلام وإنما اغتصابا يرتدى غلالة مزورة يدعى أنها الإسلام.
  • إنكم يا سيادة الرئيس غير قادرين على حوار، لأن أي حوار يتضمن افتراض خطئكم واحتمال صوابنا، ولأن الحوار يتطلب أيضا افتراض تساوى أطرافه . لقد نهانا القرآن يا سيدي – ونهاكم أيضا – أن نتنابز بالألقاب لكنكم تنابزتم بالقرآن الكريم والحديث الشرف . وبأسماء الله الحسنى .
  • منذ عشرات الأعوام عندما أطلق الإعلام الغربي الصهيوني الفاجر صكوك غفرانه وشهادات الكفر والإيمان، كانت الخطة أمامه مكتملة ينفذها خطوة خطوة ولم يلاحظ من فقهائنا فقيه أن دعاوى الكفر لم تصب إلا أعداء أمريكا و إسرائيل، ولم يكن الأمر بالنسبة لهم كمثله عندنا مجرد حشو لصفحات الصحف بالحروف ولأجهزة الإذاعة والتليفزيون بالكلمات والصور، كان تنفيذا لخطة كاملة شاملة تفقدنا – نحن الأمة – التعاطف معهم كي يضربونا نحن في النهاية . وكان المرجو من فقهائنا أن يحمونا، لكن بلغ الأمر ببعضهم أن فسر آية " وشاورهم في الأمر " على أن الأمر القرآني موجه للرسول صلى الله عليه وسلم لا إلى الحكام، وأن هذا دليل على وجوبه على الرسول لا على الحكام . إبكوا كثيرا، واضحكوا قليلا .
  • والله يا سيدي لكأننا من أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدنا في الجور ولم نعرف غيره .
يا سيدي :
  • عندما يهدر الأفراد الشرعية فمن واجب الدولة أن تتصدى لهم يساعدها المجتمع فإن أهدرت الدولة نفسها الشرعية فكل شئ مباح .. ولقد حمد ابن الخطاب الله يوما أن جعل في أمته من يقوم اعوجاج عمر بسيفه .. أما أجهزة أمنك فهي تسحق سحقا أولئك الذين يقومون اعوجاج منحرفيكم بألسنتهم . أما الذين تتفضلون عليهم بعدم السحق فأنتم لا تمنون عليهم إلا بآذان بها وقر، وقد لا تعلم يا سيادة الرئيس كم تعذبنا عندما كان الدكتور حلمي مراد يكتب مقالاته الرصينة المهذبة، التي لا تخدش حياء ولا تكشف عورة، باذلا النصح لكم من أجلكم، ومن أجل وطنكم وأمتكم ودينكم، وفى البداية ما من مرة كتب إلا ظننا أنه كشف لكم ما التبس، وأوضح أمامكم ما عميت عنه البصائر والأبصار، وأنكم لابد منصفوا الحقيقة ولو من أنفسكم، بيد أن صمتكم كان يذبحنا، وعندما ارتفعت نبرات ذلك الرجل العظيم، ووضحت إشاراته لحد الفضيحة، قلنا أنكم سترسلون من يستر ما انكشف من سوأة أخيكم، لكن حتى ذلك يا سيدي لم يحدث، فظل واخوة له يسوموننا الحكم بسوءات عارية ومساوئ بادية ولم يجد حلمي مراد مناصا من تسليم خطاب تلو خطاب، ومناشدة تلو مناشدة إلى رجالك كي تكون الحقيقة أمامك، لكن شيئا لم يتغير واضطر الكاتب الوطني الكبير بعد اليأس أن يضع للأجيال القادمة كتابا يتضمن ما يحدث من فساد في قطاع البترول، ولم يكن الخلاف حول مبادئ يجب ألا تختلف عليها – لكننا للأسى اختلفنا – ولا حول نظريات يمكن بل يجب أن نختلف عليها، ولكن خلاف حلمي مراد – ومعه الأمة – مع حكوماتنا وكنا ننشد فقط ألا تكابر الأجهزة عندما يكون الفساد فادحا مكشوفا موثقا بالأدلة والمستندات، لكنهم يا سيادة الرئيس كابروا وعندما آن الأوان الذي لا نعرف له سببا وأقيل بعض المفسدين كنا ندرك أن هذا ليس رجوعا إلى الحق وإنما خلاف حول باطل .
  • وبعد ذلك وقفت الدولة بقضها وقضيضها تساند الفساد وتعضده، حتى لتكاد النكتة الشعبية الشائعة تتحقق : عندما حكمت ببراءة المتهم وحبس المحامى .
  • ولو أن الأمر يا سيدي كان يقتصر علي فساد جهاز أو هيئة لهان، لكنه فساد نظام ومنهج، يفسد فيه الفاسد غير الفاسد، فإن لم يستطع عزله عن التأثير على المجتمع و شهّر به وافتأت عليه .
  1. لقد اقترن عهدك يا سيدي الرئيس بالقروض بأكثر مما حدث في عهد إسماعيل وأنت تعرف ما حدث بعده .
  2. ولقد كان ترك شركات توظيف الأموال في غيبوبة القانون مأساة، وكان اغتيالها بالقانون كارثة .
  3. كذلك كان ترك البنوك الأجنبية تنهبنا وبنك الاعتماد والتجارة يهدر مقدرات مواطنيك مأساة وكارثة .
  4. والطريقة التي يباع بها القطاع العام الآن، والطريقة التي يعامل بها القطاع الخاص المنتج – خاصة في مجال استزراع الصحراء – مأساة وكارثة .
  5. والطريقة التي تدار بها الصحف الحكومية والإعلام والثقافة والفنون مأساة وكارثة .
  6. ونظام التعليم من أدناه إلى أعلاه مأساة وكارثة .
  7. كذلك نظام الشرطة والجامعات وربما الجيش .

إن ريتشارد نيكسون يحدد – في كتابة : انتهزوا الفرصة

طريقة انهيار دول العالم الثالث، وخروجها من التاريخ فيما يحدث عندنا الآن .

ويقول فوزي منصور في كتابه : " خروج العرب من التاريخ

إن التاريخ قد يغفر لأمم أن تنهزم لكنه لا يغفر لها أن تعطى للتاريخ ظهرها" ..

فلماذا نفعل ذلك يا سيادة الرئيس،

ولماذا نجعل على رأس أجهزتنا حكاما لو اختار أعداؤنا ما اختاروا غيرهم .

سيدي الرئيس :

  • لا يثمر الكذب إلا كذبا ولا ينبت الشر إلا شرا، ولا تسفر الخطيئة عن حلال، لذلك أقول لك أن خطأنا في المنهج، وهو خطأ كفيل إن لم تتداركه بانهيار مخيف، وصدقني أنني أخشى انتقام الله منك ومنا، أخشى أن ينتهي عهدك نهاية كابوسية تنهار فيها السدود والأنفاق، وتنفجر مياه الصرف وتشتعل أنابيب الغاز ومصافي البترول، وتغرق السفن وتنتشر الأوبئة، وتكسد التجارة وتخسر المصانع – التي أدت غرضها لمن أقامها بمجرد قبض العمولة عليها –، أخشى أن تتحول بلادنا، كما تحولت بلاد أخرى إلى مسخ أوطان ترتكب فيها الشرطة أعتي الجرائم وتنشر المخدرات، ويهدد العسكر أمن الوطن، ويتخلى القضاء جالسا وواقفا عن تراثه العتيد، فيتاجر بالعدالة، ويتحول الأطباء إلى مصاصي دماء يتاجرون بالبشر، أخشى تراجع القرى إلى عصر الخراب والمدن إلى عصر الغابة، أخشى أن ينهار المجتمع كله.

أجل …وعند ذلك تأتى إسرائيل لتحكمنا .

فمن أجل أبنائي وأبنائك صن.

من أجل الأمة والعرب والمسلمين صن.

في سبيل الله صن

  • فليس الأمر أمر هيئة ولا مؤسسة ولا حكومة وإنما المجتمع كله، الأمة والتاريخ والدين والحضارة، وليس كل ذلك فقط . وإنما توشك الأرض أن تميد تحت أقدامنا، أن ننتهي كجغرافيا وكمجرد وجود بيولوجي.
  • أنت لا تملك الوقت يا سيدي كي تقرأ كما نقرأ، استدع إذن أستاذا في التاريخ وأسأله، أي أستاذ، حتى لو كان الدكتور عبد العظيم رمضان، استدعه وأسأله عن تماثل ما يفعله الأمريكيون بنا، وما فعلوه بالهنود الحمر، حتى أبادوهم عن بكرة أبيهم وزعيمهم يصرخ في أسى : إنهم يتحدثون دائما عن السلام لكنهم لا يطبقونه أبدا .. سله يا سيادة الرئيس إن كانوا قد وفوا بعهد قط، إن كان قد منعهم مانع أو وزعهم وازع أو ردعهم رادع، لقد وصف ريتشارد نيكسون بعض دولنا بأنها مجرمة لكننا نرى أن أمريكا هي أكثر الدول وأبشعها إجراما في التاريخ، لكن عبد العظيم رمضان لن يقول لك كل هذا فحاول أن تعرف الحقيقة منا لا ممن حولك، فإننا نظن – وبعض الظن حق – أنه يكاد ألا يكون أحد منهم إلا ويكذب عليك، ما من أحد يقول لك رأيا يعرف أنك لا تراه، ما من أحد منهم يكتب مقاله يبحث فيها عن حقيقة ينزف في تلافيفها قلبه، وهو يحاول أن يستقطر منها الحكمة كي يقدمها إليك، إنما يا سيدي – وتلك كارثة - يتلمسون اتجاهك، يحاولون معرفة رأيك كي يؤكدوه لك ويبرروه لنا، وهم بهذا يكفون عن الكينونة بشرا ليكونوا مرايا، لا ترى فيها أحدا إلا نفسك، يكفون عن الكينونة بشرا ليكونوا خبثا يعزلك عن ضمير الأمة، وآمالها وآلامها وعنائها، أعظم من فيهم يا سيادة الرئيس شيطان أخرس لا يأمرك بمعروف ولا ينهاك عن منكر، أعظم من فيهم يتجنب إبداء رأيه لأنه يعلم أنه يخالفك، أما الآخرون فقد حسبوها حسبة أخرى، فأنت بالنسبة لهم أكبر استثمار في حياتهم، كلما وافقوك أكثر كانت مغانمهم أكبر، ثم أن عقابك عاجل وعقاب الله آجل، و غرتهم الأماني فحسبوا إمهال الله نسيانا، ثم رأوا رأى العين في كلمة الحق ابتلاء، وأن قائل الصدق في أحسن الأحوال عندكم مذموم مدحور محاصر بأجهزتكم التي تطلق عليه الشائعات أحيانا والكلاب أحيانا أخرى .

ماذا يفيدك يا سيدي أن تفقأ عيون

كان المأمول أن تكون عيونك .

ترى حين أفقأ عينيك وأثبت جوهرتين مكانهما …

ترى هل ترى ..

هي أشياء لا تشترى

  • أجل يا سيادة الرئيس فلنحاسب أنفسنا ولنحاسب بعضنا .. قبل أن يحاسبنا الله . وإن كان يسوءك اشتدادي عليك في الحساب اليوم فيوم القيامة أمام الله سيكون الحساب أشد … لكن الحساب يوم الحساب ..

فهل تشك يا سيادة الرئيس أن هذا اليوم آت …

لا أظن أنك تشك. .

  • لكن هل أعددت لذلك اليوم العظيم نفسك ؟.. يوم يقضى الله للجلحاء من القرناء، ويوم يسأل الجماد فيم نكب إصبع الرجل، هل أعددت نفسك يوم يسألك ونحن شهود لك أو عليك فماذا تفعل حينذاك ؟..

ماذا تفعل في هذا اليوم ؟.

  • ماذا تفعل في هذا اليوم ؟ يوم التكوير، يوم الانكدار، يوم التسيير، ، يوم التسعير، يوم التعطيل، يوم التسجيل، يوم السؤال، يوم الكشط والطى ، يوم الساعة، يوم البعث، يوم النفخة، يوم الناقور، يوم القارعة، يوم الغاشية، يوم النشور، يوم الحشر، يوم العرض، يوم الجمع، يوم التفرق، يوم البعثرة، يوم التناد، يوم الدعاء يوم الواقعة، يوم الحساب، يوم السؤال، يوم الشهادة، يوم التبديل، يوم التلاق، يوم الآزفة، يوم المآب، يوم المصير، يوم القضاء، يوم الوزن، يوم الجدال، يوم القصاص، يوم الحاقة، يوم الطامة، يوم الصاخة، يوم الوعيد، يوم الدين، يوم الجزاء، يوم الندامة، يوم التغابن، يوم الشخوص، يوم الشفاعة، يوم العرق، يوم القلق، يوم الجزع، يوم الفزع، يوم فرار، يوم الازدحام، يوم الحر، يوم العطش، يوم الانفطار، يوم الانشقاق، يوم الذل، يوم الخوف، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، يوم تبض وجوه وتسود وجوه......... فهل تشك يا سيادة الرئيس أن هذا اليوم آت ؟..

أنا واثق أنك لا تشك..

لكن إن كنت لا تشك في ذلك الهول كله ..

أفليس جديرا بك أن تدعو بالرحمة لمن يهدى إليك عيوبك .

وأليس جديرا أن أهتف بك : أتق يوما كان عذابه مستطيرا

كان … فعل الديمومة والكينونة ..

هي الفتنة يا سيادة الرئيس فابتغ الخلاص .

أم حسبت أن تقول أمنت ولا تفتن .

ألم تسأل نفسك قط أين الملوك والحكام قبلك

وقد بعدوا ونسى ذكرهم وصاروا كلا شئ،

لقد بقيت عليهم التبعات وانقطعت عنهم الشهوات،

مضوا والبنيان بنيانهم يملكه غيرهم .

فإذا لم نجرؤ نحن أن نسألك عن كل هذا..

أو إذا جرؤنا لكنك لم تعرنا اهتماما،

فكيف ستواجه حساب الله سبحانه وتعالى لك يوم القيامة ؟..

انني واثق أنك أيها المواطن مثلى بالله تؤمن .

لكن .. لا إيمان بلا يقين ..

واليقين يهزم الزمن حتى يكاد يلغيه ..

وإنى لأكاد أراك رأى العين.

يحاسبك الله ويسألك الملائكة وأصابع مئات الملايين

من وطننا ومن العالم العربي والإسلامي تشير إليك هاتفة :

- كان يستطيع يا رب .. لكنه لم يفعل ..

وأخالك يومها .. وحدك ..

لا جيش ولا حرس ولا أمن مركزي ولا وزير داخلية يقلب الحقائق..

وكل نقطة قوة كانت لك في الدنيا هي عليك في الآخرة ..

فهل أعددت عدتك للسفر يا سيادة الرئيس للقاء ربك ..

أدمعت عيناك من خشية الله منذ أصبحت رئيسا للجمهورية

أم غرتك القوة ؟ أنكصت عن فعل كنت تزمعه خوفا من الله .

أو أقدمت على فعل لصالح رعيتك مبتغيا وجه الواحد القهار لا مبتغيا استمرار النظام ..

أقدرك الله علينا اليوم، فاتقيت قدرتنا عليك غدا أمامه ..

  • وكيف تجيبه حين يسألك عن جائع لم يجد طعامه .. وعار لم يجد كساءه، وقاطن بالمقابر لم يجد سكنا .. وعن مظلوم لم تنصفه وعن ظالم لم تنصره برده عن ظلمه .. وعن آمال ضيعتها وعن آلام سببتها وعن كذب لم تصححه وعن تزييف لعقل الأمة لم توقفه .. وعن أشرار وليتهم وعن لصوص ائتمنتهم، وعن أتقياء استبعدتهم، وعن حق هجرته، وعن باطل احتضنته، وعن أخ لك في الله جفوته حتى العداوة وعن عدو لله اصطفيته .. وكيف تجيبه حينما يسألك عن لصوص ومرتشين استنزفوا البلاد سكتّ عنهم .. وكيف تجيبه عندما يواجهك من عُذّب في عهدك .. وما بالك إذا أخذوا يقتصون منك بكل ما فعل بهم واحدا واحدا يا ابن الأكرمين .. وكيف تجيبه حين يواجهك الآلاف الذين استشهدوا في حروب الوطن .. أدافعت عن القضية التي استشهدوا في سبيلها، أم أن موقفك منها تلخص في حكمين فاجعين : حبس بطل مصر العظيم سعد الشاذلي وفى نفس اليوم الإفراج عن آل مصراتى ..ألشاذلي أي عار ينكس القامات ويجلل الهامات.....

وليس حزننا من أجل الفريق الشاذلي كشخص

فمثله لا يحزن عليه، بل به وله نفرح..

ولا حزننا من أجلك فما يزال باب التوبة مفتوحا أمامك .

وإنما نذكر نصر أكتوبر،

نصرنا اليتيم الذي ليس لدينا سواه نفخر به ونعتز بذكراه

فنرى بطله الثالث – أنت يا سيادة الرئيس

يحبس بطله الثاني: سعد الدين الشاذلي .

ولعلك تتساءل الآن عن البطل الأول لحرب أكتوبر ..

سأجيبك : أنا يا سيادة الرئيس .. أنا..

  • أنا بطلها، أنا المواطن المصري العادى البسيط الذي لا حول له ولا قوة، أنا من لا رأى له يسمع ولا قهرا يمنع، آبائي و إخوتي وأبنائى هم فعلوها في رمضان وانتصروا، نحن الذين كافحنا ودفعنا دماءنا من أجل أن نكلل هامة الأمة والتاريخ بالانتصار .

فكيف لا يلبى بطل رمضان الثالث أمر بطلها الأول بالإفراج عن بطلها الثاني كيف ؟..

وكيف تقف أمام الله لتدافع عن نفسك ولماذا تجعل مهمتك كل يوم أكثر صعوبة؟

  • لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، إذ يبدو أن أعداءنا وأعداءك يدفعون الأمور في سبل محددة وطرق ممهدة كي يحرجوك ولا يبالون بمشاعرك ووضعك أمام شعبك وأمام أمتك وأمام العالم..

نفس ما فعلوه بالسادات في أعوامه الأخيرة بعد أن وثق بهم .

  • وهنا أيضا يبدو إصرارك على عدم تعيين نائب لك مخاطرة بمستقبل الوطن إذا ما شاء الله أن يسترد وديعته فيك .
  • يا سيدي … يا سيدي … قد يقول لك سدنتك أنني انفعالي متخلف أحدثك بالقلب في عالم لم يعد فيه للقلب صوت، بيد أنى أحدثك حديث العقل أيضا.
  • والعقل قيمة كبرى أعلى الدين من شانها حتى لتسقط فروض الدين عن غير العاقل، وهو قيمة عليا أخذ أعداؤنا بأسبابها فامتلكوا الدنيا، وها نحن أولاء نوشك أن نكون لهم عبيدا، أهملناها رغم أن دينهم لم يعل شأن العقل كديننا، و ذلك يعنى أن لا نتبع نمطهم العقلي الفاسد. فعندهم الغاية تبرر الوسيلة , وعندنا الغاية وجهه والنتيجة أمره وقدره وقضاؤه أما الوسيلة فهي أمرنا , وقدرنا وقضاؤنا الذي سيحاسبنا الله عليه . والعقل قيمة عليا في كل ذلك لكنه يكاد يكون عندهم هو القيمة العليا الوحيدة بينما هو لدينا قيمة عليا من قيم عليا ليس لها نهاية , علينا أن نأخذ بأسبابه فنحن أولى بها منهم ولكن علينا في ذات الوقت ألا نسقط من خلاله في براثن اليأس وحمأة الرعب وسلاسل العبيد..
  • العقل قيمة عليا … علينا ألا نفلت سببا من أسبابه، لا لأن ذلك سبيل انتصارنا عليهم، وإنما لأن ذلك أمر الله لنا .. فإن اتبعنا أمره سيأتينا نصره، سيأتينا من حيث لا نحتسب، ستنهار كتلتهم كما انهارت الكتلة الشرقية، وسوف تصدع الأرض والجبال والبحار لأمر الله فيغرقهم طوفان ويحرقهم بركان وتميد بهم رواس، سيرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل تجعلهم كعصف مأكول، وسننتصر، سينتصر الإسلام بطريقة جديدة فريدة تحفظ له عظمته، ولعله سيغزوهم داخل ديارهم لا بالسيف ولا بالقنابل، ولكن بمبادئه السماوية إزاء إجرام حضارتهم الوحشي وخوائها الروحي .

سيدي الرئيس :

  • لست مزايدا ولا مقامرا ولن أطلب منك حرب أمريكا ولا حتى إسرائيل فقد انقطع أملنا في الحاضر، حتى الحلم مات، ذوى، ذرتة رياح صرصر عاتية، لم نعد نفكر في حرب أعدائنا ولم نعد – حتى – نحلم بنصر، ذلك بأمر الله وبوعده الحق قادم، لكن في زمن آخر لن ندرك بشائره ولن نذوق رحيقه ، ما نريده، ما نرجوه ونتوسل وندعو الله من أجله أن نبقى لأبنائنا ما يبدءون منه، أن نترك لهم حتى رايات ممزقة وصواري محطمة تذكرهم بأن آباءهم كان لهم شرف المحاولة قبل عار الهزيمة، كيلا ينظروا إلى أجيالنا باشمئزاز واحتقار هاتفين: ألم يكن فيهم رجل؟ ألم يكن فيهم رشيد؟ ما نرجوه منك يا سيادة الرئيس أن نوقف الانهيار لنبدأ .. لنضع اللبنة الأولى في مصر، فمنها سيفيض النور والخير بإذن الله على العالم العربي والإسلامي .

وما أطلبه منك يا سيدي – والله – ليس عسيرا

وإنما هو الحق والعدل والدين والمنطق والسياسة والحضارة .

ما أطلبه منك:

ليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد في السلطة

إن كانت السلطة شرا فكفاك وإن كانت خيرا فقد نلت منه ما يفيض..

أنت نفسك الذي قلت لنا ذلك في بداية حكمك

فلا يصدنك شياطين الجن والإنس عن عزمك القديم..

السلطة مغتصبة من الأمة فأعدها إليها..

لا ترشح نفسك مرة أخرى..

والذي نفسي ونفسك بيده لن يدفعك إليها إلا منافق

ولن يكذبني إلا كاذب ولن يستبقيك إلا عاص يريد الخير لنفسه،

وقد اطمأن لموقعه في وجودك، فكن القدوة …

كن أول حاكم يتخلى عن السلطان اختيارا..

اخلع أرديتها فإنها لظى نزاعة للشوي

وعد إلينا حبيبا قريبا، بطلا عظيما لنصر وحيد، وقد بنا من صفوفنا محاولتك لرأب صدع الأمة.

خض بنا البحر – في سبيل الله - نخضه معك .

ليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد لك في السلطة .

  • انقل الحكم من العسكريين إلى المدنيين، وهو انتقال لابد آت فافعله أنت اختيارا تحقن دماء أهلك من سطوة العسس . اجعل من مصر منارة أمام العالم الإسلامي حيث نظام الحكم وشخص الحاكم لا يتغير إلا بالموت، افعلها تكن لك يد بيضاء عند الأمة أبد الدهر .
  • افعل ما تود أن تقابل الرحمن به غدا، بل اليوم بل الآن، أم أن لديك ميثاقا أن تعيش أكثر . وهل تنتظر إلا الساعة أن تأتينا بغتة فقد جاء أشراطها يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم لأنهم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون .

إن الشيطان قد يئس أن يعبد لكنه رضى أن يطاع فلا ترض أنت .

فليكن عيد ميلادك القادم آخر عيد ميلاد لك في السلطة .

وحين يحين ذلك حاول أن تحصى ذنوبك كي تتوب إلى الله .

أن ترجع عنها قبل أن يرجع عليك بها .

صارح الأمة وواجهها بحقيقة أمرها .

ذلك أن أول درجات سلم التوبة الصعب أن تقر بذنبك ..

اكشف لنا ما قد علمت من تعذيب وتزوير وتستر..

اكشف للأمة أن ما شاركت فيه لم يكن " عاصفة الصحراء " فقط

وإنما كان " المجد للعذراء" أيضا وهو أسم أخفاه إعلامك عن الأمة لغرض في نفس شامير وبوش .

ألغ قانون الطوارئ .

وافق على تغيير الدستور .

ألغ الاستفتاء على رئاسة الجمهورية وحوله إلى انتخاب حر .

لا ترشح نفسك مرة أخرى ..

أوقف التعذيب..

أوقف تزوير الانتخابات ..

أطلق حرية الصحافة والأحزاب حقا وصدقا ..

طارد الفساد والمفسدين ..

ضع الأسس لبناء مصر الحديثة. .

  • خطط لإعداد دولة الإسلام كما خطط بنو إسرائيل لإقامة دولتهم.. ضع مع أقرانك خطة تحقق ولو بعد مائة عام .. إن بقاء أي أسرة من الأسر الحاكمة الآن في العالم العربي والإسلامي لمدة عام واحد أمر غريب، عشرة أعوام معجزة عشرين عاما مستحيل، فأعرض علهم إذن مشروعا لوحدة العرب المسلمين لا يكتمل إلا بعد مائة عام، مشروعا لا ينتقض من سلطة، مشروعا يداوى جروح الأمة ويجمع شراذمها ويعيدها خير أمة أخرجت للناس .

افعل ذلك، تمح حسناتك سيئاتك..

تب إلى الله..

وإن لك من مجد أكتوبر ما يجعلنا ندعو الله أن يغفر لك .

افعل ذلك … فو الله لو جئت الله بملء الأرض ذنوبا لجاءك بمثلها حسنات .

ولو تقربت منه ذراعا تقرب منك باعا وإن أتيته تمشى أتاك هرولة .

وليكن عيد ميلادك القادم أخر عيد ميلاد في السلطة .

قد يكون هذا آخر حديثي لك ولعله آخر الاجتماع

فالسلام عليكم يا سيادة الرئيس ..

السلام عليك يا أيها الأجير …

فلعلنا لا نلتقي أبدا بعد عامنا هذا في موقفنا هذا .

  • ومن أجل هذا كتبت لك ما كتبت، ولم أكن ألقى بنفسي في التهلكة بل والله أنقذها.. فلو أن عبدا خير بين ما عند الله وما عندك فاختار ما عند الله أيهلك، أم ينقذ من الهلاك نفسه ؟.. أبارت تجارته أم ربح البيع. .

السلام عليك أيها الرئيس .. السلام عليك،

وعلى موعدنا للقاء أمام الله في يوم قد يكون مقداره خمسون ألف سنة .

  • خمسون ألف سنة فتخيل معي يا سيادة الرئيس واعتبر، لأننا - إذا كان ذلك - في الحساب على ذنوبنا - لا في العذاب عليها - سوف نحاسب عن كل يوم عشناه في هذه الدنيا ثلاثة أعوام ..
  • فكيف لا أقول، وما أنا إلا عابر غريب، دنياي آخرتى، والطريق وعر، والمخاطر جمة، حتى أنني أتهلل لم يختصر لي المسافة ويقصر على الشقة ويخفف الابتلاء ويلطف القضاء ويعجّل بالأوبة . لست مقيما، وإنما أتزود من قفرى لروضتي، أنتظر الطلب بالذهاب والإذن بالمثول، غير آبه لأي حال تكون عليه عظامي وإهابي حين مغادرتي .

وكيف لا أقول وما أنا إلا عبد أرسله سيده وأمره أن يقول فكيف لا أصدع أنا ولم لا تصدع أنت ؟ ..

السلام عليك أيها الرئيس .

سلا م الله لا سلام أعداء الله .

السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

مــــــن مواطـن مصري إلى الرئيس مبارك "4"

سيادة الرئيس

كل سنة وأنت طيب

كل عام وأنت أكثر صحة، فصحتك صحة لأمتك..

كل عام وأنت أكثر قوة، فقوتك ذخر لوطنك ..

أليس هكذا يجب أن تكون الأمور يا سيدي ؟؟ ..

كان هذا حديثا لشخصك..

+++

  • فلنعد الآن إلى حديثنا العام الذي لا يعبر فيه ضمير المتكلم عنى ولا كاف المخاطب عنك، ولا المضارع مضارعا لأن ما يحدث الآن قد حدث بذاته قبل ذلك ومضى، ولا الماضي ماضيا لأن ما حدث قبل ذلك ما يزال.

أنا الأمة وأنت الحاكم الرئيس الملك الأمير الخليفة .

أنا العبد الأجير وأنت المالك الآجر القادر وأنا المقدور على .

فهل تغفر لكنني ذنبي يا سيادة الرئيس إن جرؤت وشككت فيك ..

لقد شك الأنبياء أنفسهم في الله حتى هداهم إليه .

والإمام الغالي يقول إن الشك قنطرة اليقين .

  • ويوم القيامة سننادى بأسماء أمهاتنا لأنه ما من أحد يدرك على وجه اليقين أن أباه أبوه حتى الأنبياء لم تخل سيرتهم من قصة إفك، وزوجة الحسن رضى الله عنه قد دست له السم في طعامه .

+++

  • فاغفر لكنني يا سيدي الرئيس إذن أن أشك فيك، فالمرء أحيانا يشك في نفسه، بيد أن علاج ما في النفس من شك، لا يتم ولوج أبوابه إلا عبر طريق طويل يعبّده الصدق، لا صدق اللسان فهذا هين، وإنما الصدق مع النفس وهذا لعمرك من أشق الأمور وأصعبها، ثم إنني أحذرك من مراوغة الحقيقة التي تغرينا بسهولتها وأنها قبض أيدينا لكننا ما نلبث حتى نكتشف أن أيدينا لا تقبض إلا على ضلال، أجل أحذرك من مراوغة الحقيقة حتى إن جاهدنا أن نبلغ أعلى مراحل الصدق التي تستطيع الوصول إليها، فما بالك يا سيدي إن كذبنا .
  • فدعني يا سيدي أحكي لك عن واقعة دفعتني للشك في عقلي وما تزال، فعندما قرأت بروتوكولات حكماء صهيون منذ ثلاثين عاما سخرت منها كثيرا ثم وضعتها في مكتبتي في رف للكتب التافهة التي تحوى كتب السحر والشعوذة والخرافة، وأخذ هذا الرف يتضخم بعد ذلك بكتب مئات الكتاب والصحفيين والساسة ومذكراتهم ثم مر بنا الزمن أو على الأحرى مرّ علينا فسحقنا، بدد شملنا وفرق جمعنا وأهدر بين أمم الأرض دماءنا، فإذا ما ظننت أنه شعوذة وخرافة هو بعينه ما يحدث لنا بتفاصيل أحيانا يعجز العقل معها عن التفكير والاستيعاب، إنها كآلة الزمن تكشف لنا عما سيحدث لنا، وضعتني وأنا أعيد قراءتها أتنبه لأول مرة إلى تعليق مفكر عملاق هو العقاد عليها بقوله :" الأمر الذي لا شك فيه هو أن لسان الحال أصدق من لسان المقال وأن السيطرة الخفية قائمة بتلك البروتوكلات أو بغيرها "

فلو أننا تنبهنا حينئذ.

  • ولو أننا ونحن نقرأ الآن لا تأخذنا نعرة الرفض والتكذيب غير متخيلين أن هذا الذي يراد بنا يمكن أن يحدث لنا، لأنه حدث فعلا ويحدث ولسوف يستمر إذا لم نعتبر . فلنقرأ إذن مقتطفات من بروتوكولات حكماء صهيون :
  • إننا نخشى تحالف قوتهم الحاكمة مع قوة الرعاع العمياء غير أنا قد اتخذنا كل الاحتياطات لنمنع احتمال وقوع هذا الحادث، فقد أقمنا بين القوتين سدا قوامه الرعب الذي تحسه القوتان كل من الأخرى..
  • هل لاحظت يا سيدي أنك هنا أنت الحاكم وأنا الرعاع ؟ ..
  • وهل رأيت ما يخشاه أعداؤنا منا ؟ ألم أقل لك إن علينا أن نحب بعضنا وأن نجعل الثقة جسرا بيننا بدلا من كل هذا التوجس والترقب .
  • واصل القراءة معي يا سيدي، طال عمرك، واتسع صدرك، وعظم صبرك .
  • " سنختار من بين العامة رؤساء ممن لهم ميول العبيد، ولن يكونوا مدربين على فنون الحكم، ولذلك سيكون من اليسير أن يمسخوا قطع شطرنج ضمن لعبتنا "..

أرأيت مدى بذاءتهم يا سيدي لكن بذاءتهم ليست شاغلنا الآن فلنواصل القراءة إذن .

" لقد وضعنا في مكان الملك كاريكاتيرا في شخص رئيس يشبهه وقد اخترناه من الدهماء بين عبيدنا "

ناشدتك الله يا سيادة الرئيس : ألم ينجحوا عند بعض أشقائنا ؟

" يومئذ لن نكون حائزين في أن ننفذ بجسارة خطتنا التي سيكون دميتنا مسئولا عنها ".

  • " ولكي نصل إلى هذه النتائج سندير انتخاب أمثال هؤلاء الرؤساء ممن تكون صحائفهم السابقة مسودة بفضيحة أو صفقة سرية مريبة إن رئيسا من هذا النوع سيكون منفذا وفيا لأغراضنا لأنه سيخشى التشهير وسيبقى خاضعا لسلطاتنا .. إن مجلس ممثلي الشعب سينتخب الرئيس ويحميه ويستره، ولكننا سنحرم هذا المجلس سلطة تقديم القوانين وتعديلها " ..
  • "هذه السلطة سنعطيها الرئيس المسئول الذي سيكون ألعوبة خالصة في أيدينا وفى تلك الحال ستصير سلطة الرئيس هدفا معرضا للمهاجمات المختلفة ولكننا سنعطيه وسيلة للدفاع وهى حقه في أن يستأنف القرارات محتكما إلى الشعب، أي أن يتوجه الرئيس إلى الناس الذين هو عبيدنا العميان وهم أغلبية الدهماء ".

رحمتك اللهم …

أهذا إذن ما وراء الاستفتاءات والانتخابات المزورة ؟.

يا إلهى

  • لقد حدث شئ من هذا مع جورباتشوف، حاكم قوة عظمى ظلوا وراءها حتى انهارت .. فكيف لا أخشى حدوث مثله مع حكام أوطانى، وأوطانى أضعف بكثير .

يا سيدي والله لا أحمل عليك إلا خوفا على الأمة وأنت منها، على رأسها .

الأحكام العرفية وقوانين الطوارئ

فلنواصل سيدي قراءة بروتوكولاتهم :

  • " إلى ذلك سنعطى الرئيس سلطة إعلان الحكم العرفي، وسنوضح هذا الامتياز بأن الحقيقة هيأن الرئيس لكونه رئيس الجيش يجب أن يملك هذا الحق لحماية الدستور الجديد، فهذه الحماية واجبة لأنه ممثلها المسئول"..
  • " سيكون حقا لرئيس الجمهورية أن يعين رئيسا ووكيلا لمجلس النواب ومثلهما لمجلس الشيوخ وسنستبدل بفترات الانعقاد المستمرة للبرلمانات فترات قصيرة مدة شهور قليلة . وإلى ذلك سيكون لرئيس الجمهورية باعتباره رأس السلطة التنفيذية حق دعوة البرلمان وحله . وسيكون له في حالة الحل إرجاء الدعوة لبرلمان جديد ولكن لكيلا يتحمل الرئيس المسئولية عن نتائج هذه الأعمال المخالفة للقانون مخالفة صارخة من قبل أن تبلغ خططنا وتستوى، سنغرى الوزراء وكبار الموظفين الإداريين الآخرين الذين يحيطون بالرئيس قلبي يموهوا أوامره بأن يصدروا التعليمات من جانبهم، وبذلك نضطرهم إلى تحمل المسئولية بدلا من الرئيس، وسننصح خاصة بأن تضم هذه الوظيفة إلى مجلس الشيوخ أو مجلس شورى الدولة أو إلى مجلس الوزراء، وأن لا توكل إلى الأفراد وبإرشادنا سيفسر القوانين التي يمكن فهمها بوجوه عدة . وهو فوق ذلك سينقض هذه القوانين في الأحوال التي نعد فيها هذا النقض أمرا مرغوبا فيه، وسيكون له أيضا حق اقتراح قوانين وقتية جديدة بل له كذلك إجراء تعديلات في العمل الدستوري للحكومة محتجا لهذا العمل بأنه أمر يقتضيه سعادة البلاد ".
  • " وإنهم يقنعون الناس عن طريق وكلائهم بأنهم إذا أساءوا استعمال سلطتهم ونكبوا الدولة فما أجريت هذه النكبة إلا لحكمة سامية ".
  • حكمة سامية .. كيف يقول بعد ذلك قائل أن أوراق اللعبة كلها تجمعت عنده وإنه هو وحده الذي يعرف ماذا كان يمكن أن يحيق بالبلاد من خراب لو اتخذت طريقا آخر غير طريقه أو اتبعت رأيا أخر دون رأيه ؟ وما أي رأى نرفض وما كل رأى نرفض، لكننا ندرك أن خديعة فرد يقود قطعيا من النعاج سهلة . وأننا نحتاج لعقول الأمة جمعاء قلبي نقف ضد تدبيرهم .

واصل معي يا سيدي قراءة بروتوكولاتهم :

  • "إن ضخامة الجيش وزيادة القوة البوليسية ضرورتان لإتمام خططنا، وإنه لضرورة لنا قلبي نبلغ ذلك ألا يكون إلى جوانبنا إلا طبقة صعاليك ضخمة، وكذلك جيش كثير وبوليس مخلص لأغراضنا "
  • " يجب علينا أن نكون مستعدين لمقابلة كل معارضه بإعلان الحرب على جانب ما يجاورنا من بلاد تلك الدولة التي تجرؤ على الوقوف في طريقنا . ولكن إذا غدر هؤلاء الجيران فقرروا الاتحاد ضدنا فالواجب علينا أن نجيب على ذلك بخلق حرب عالمية " يا إلهى أليس هذا ما يحدث الآن ؟؟!!
  • بل … أليس هذا ما حدث فعلا .
  • "بإيجاز، من أجل أن نظهر استعبادنا لجميع الحكومات سوف نبين قوتنا لواحدة منها متوسلين بجرائم العنف والإرهاب، وإذا اتفقوا جميعا ضدنا فعندئذ سنجيبهم بالمدافع الأمريكية أو الصينية أو اليابانية "..
  • الخلاف فقط في أن المدافع صينية وليست روسية، وأغلب الظن أن مدافع الصين ستضرب غدا، في بغداد أو القاهرة أو دمشق وكل عبد يرفع رأسه ستقطع…

الصحافة

لقد سقطت صحافتهم في أيدينا، ومن خلالها أحرزنا نفوذا وبقينا نحن من وراء ستار"..
  • " تقوم الصحافة بتهيج العواطف الجياشة في الناس، ومعظم الناس لا يدركون أغراضنا الدقيقة أقل إدراك، إننا سنسرج الصحافة وسنقودها بلجم حازمة "
" أما الصحف الحزبية التي لن تردعها العقوبات فإننا في الخطوة التالية سنعطلها ".

لله درك يا عقاد

حتى لو لم تكن البروتوكولات موجودة، أليس هذا هو ما يحدث لنا ؟..

ألهذا إذن تصادر الصحف وتغلق ؟..

ألهذا حوربت " الشعب " فأعاقوا أن تصدر يومية ؟ ..

لكن .. فلنواصل :

  • " وبهذه الوسيلة سنعادل التأثير السئ لأية صحيفة مستقلة، ونظفر بسلطان كبير جدا على العقل الإنسانى ".
  • " وفى الصف الأول سنضع الصحافة الرسمية، وستكون دائما يقظة للدفاع عن مصالحنا، ولذلك سيكون نفوذها على الشعب ضعيفا نسبيا، وفى الصف الثاني سنضع الصحافة شبه الرسمية التي سيكون واجبها استمالة المحايد وفاتر الهمة "
  • " وستكون هذه الجرائد مثل الإله الهندي (فشنو) لها مئات الأيدي، وكل يد ستجس نبض الرأي العام المتقلب، ومتى ازداد النبض فإن هذه الأيدي ستجذب الرأي العام نحو مقصدنا لأن المريض المهتاج الأعصاب سهل الانقياد وسهل الوقوع تحت أي نوع من أنواع النفوذ "
  • " وبفضل هذه الإجراءات سنكون قادرين على إثارة عقل الشعب وتهدئته في المسائل السياسية، وسنكون قادرين على إقناعهم أو بلبلتهم بطبع أخبار صحيحة أو زائفة، حقائق أو ما يناقضها، وإن الأخبار التي سننشرها ستعتمد على الأسلوب الذي يتقبل به الشعب هذه الأخبار وسنحتاط دائما لجس الأرض قبل أن نسير عليها"..
  • ائذن لي يا سيادة الرئيس أن أتذكر مقالات بعض كبار كتابنا : اعتماد خورشيد، أنيس منصور، إبراهيم سعدة، عبد العظيم رمضان .. وعشرات وعشرات .. ماذا أفعل يا ربى إن سبق أجلهم أجلى ؟؟ هل أقرأ الفاتحة على أرواحهم أم اقرأ بروتوكولا من البروتوكولات…؟

لا أدرى والله … فلنترك ذلك إذن لنواصل قراءة البروتوكولات :

" أي إنسان يرغب في الاحتفاظ بمنصبه سيكون عليه كي يضمنه أن يطيعنا طاعة عمياء ".

أمن أجل هذا إذن ؟؟؟؟!!

  • كل هذا العار وكل هذا البؤس وكل هذه الهزائم وكل هذا الاستعداد للعيش بلا كرامة لأنهم يريدون الاحتفاظ بالوظائف ؟ .
  • " سنتنكر لكل نوع من أنواع التذمر والسخط وسنعاقب على كل إشارة تدل على البطر عقابا بالغا في صرامته حتى يكون عبره للآخرين "..
  • حقا حقا : والسلسلة طويلة، وهى إن بدأت بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين لم تنته بخالد الإسلامبولى ولا سليمان خاطر ولا سعد إدريس حلاوة، ولا بعشرات ومئات وآلاف وملايين يدفعون ذات الثمن في سبيل الله ..
  • " سنقصر رجال الدين وتعاليمهم له على جانب صغير جدا من الحياة، وسيكون تأثيرهم وبيلا سيئا على الناس حتى إن تعاليمهم سيكون لها اثر مناقض " ..
  • ألهذا حوصر أمثال الشيخ محمد الغزلي وأوذوا في سبيل الله أفسح المجال كله لغيرهم فساد الجهل وعمت السطحية وقاد الغباء فعم البلاء .
  • " سنعتقل الناس الذين يمكن أن نتوهم منهم الجرائم السياسية توهما عن صواب كثيرا أو قليل، إذ ليس أمرا مرغوبا فيه أن يعطى رجل فرصة الهرب مع قيام مثل هذه الشبهات خوفا من الخطأ في الحكم . ونحن فعلا لن نظهر عطفا لهؤلاء المجرمين، وقد نعتد بالظروف المخففة في الجرائم العادية، ولكن لا ترخص ولا تساهل مع الجريمة السياسية

يا إلهى …

مرة أخرى من أعمق أعماق الألم … يا إلهى …

هل قرأ الودعاء الطيبون من ضباط مباحث أمن الدولة هذا ؟ ..

هل قرأه وزير الداخلية المؤمن وعلامة صلاة كبيرة تتصدر جبهته لتشهد له أو عليه يوم القيامة ؟ ..

هل قرأته أنت يا سيادة الرئيس ؟ ..

  • لماذا إذن يا سادتي - فكلكم سادتي – تكون أعظم آمال المعتقلين السياسيين جموحا أن تساووهم في التعامل بالسجناء الجنائيين، باللصوص والقتلة والمجرمين وهاتكي الأعراض ؟

ومن أوحى بفعل هذا ولماذا أطعتموه؟؟

ها هو مكتوب أمامكم فاقرؤوه ……

واقرؤوا أيضا :

  • " ولكن ننزع عن المجرم السياسي تاج شجاعته سنضعه في مراتب المجرمين الآخرين بحيث يستوي مع اللصوص والقتلة والأنواع الأخرى من الأشرار المنبوذين المكروهين. وعندئذ سينظر الرأي العام عقليا إلى الجرائم السياسية في الضوء ذاته الذي ينظر فيه إلى الجرائم العادية وسيصمها وصمة العار والخزى التي يصم بها الجرائم العادية بلا تفريق "
  • " إن تمردهم ليس أكثر من نباح كلب على فيل، في الحكومة المنظمة تنظيما حسنا من وجهة النظر الاجتماعية لا من وجهة نظر بوليسها، ينبح الكلب على الفيل من غير أن يحقق قدرته، وليس على الفيل إلا أن يظهر قدرته بمثل واحد متقن حتى تكف الكلاب عن النباح، وتشرع في البصبصة بأذنابها عندما ترى الفيل "..
  • أهذا تفسير ما فعلوه مع صدام حسين، وكلنا بالنسبة لهم صدام حسين إلا من يبصبص لهم بذنبه ؟
  • " سيعظم سلطاتنا فيصير استبدادا يبلغ من القوة أن يستطيع في أي زمان وأي مكان سحق الساخطين علينا "
  • أرأيت يا سيدي ؟ من كان يظن أن يدين لهم الشرق والغرب كما يدين لهم الآن؟
  • منذ عشرة أعوام فقط من هو المجنون الذي جرؤ على تخيل أن تكون لهم كل هذه السلطة فيما كان الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية ؟ ..
  • " إن أي حكومة منفردة لم تكن لها سندا من جيرانها حين تدعوها إلى مساندتها ضدنا، لأن كل واحدة منها ستظن أن أي عمل ضدنا هو نكبة على كيانها الذاتي ".. حقا حقا ..
  • " إن المشكلة الرئيسية لحكومتنا هي كيف نضعف عقول شعبهم بالانتقاد، وكيف نفقدها قوة الإدراك التي تخلق نزعة المعارضة، وكيف تسحر عقول العامة بالكلام الأجوف "..
  • هل ما زالت هذه مشكلة أم حللتموها ..؟
  • " إننا سنعرف كل شئ دون مساعدة البوليس الرسمي الذي يبلغ إفسادنا إياه عليهم أنه يحجبهم عن رؤية الحقائق " ..
  • اللهم رحمتك … عفوك …
  • " إنني أستطيع في ثقة أن أصرح اليوم بأننا أصحاب التشريع المتسلطون على الحكم المقررون للعقوبات، وأننا نقضي بإعدام من نشاء ونعفو عمن نشاء، ونحن أولو الأمر الأعلى في جميع الجيوش "..
  • " أستطيع الآن أن أؤكد لكم أننا على مدى خطوات قليلة من هدفنا، ولم تبق إلا مسافة قصيرة كي تتم الأفعى الرمزية – شعار شعبنا – دورتها "

… يا إلهي …

… يا إلهى …

كل هذا يريدونه بي وبحكامي ؟ ..

ألا خسئوا …

سيدي الرئيس …

بل سادتي الرؤساء والملوك . يا جلالة يا فخامة يا معالي يا سمو يا خليفة يا مالك يا قادر :

أدفع عمري لتقرءوا هذه البروتوكولات وتعتبروا بها وتحتاطوا لما يراد بنا .

  • إنها ليست بيانا من أحزاب المعارضة كي تسفهوه وتحجموه وتنشروه في صحفكم مشوها ثم تردوا على ما شوهتم لا على البيان نفسه.إنه مستقبل أمم ودين وحضارة أنتم القيمون عليه، هذا قضاؤنا فيكم فاستمعوا لنا.
  • إن الصهيونية ليست دينا وإنما فكر، وبعض المتعصبين من أتباع الدين المسيحي يعتنقون هذا الفكر بإقرارهم بأنفسهم، وما جونسون وتشرشل إلا مثلا، بيد أن الكارثة ليست في ذلك بل في المسلمين الصهاينة، فأستحلفكم بمن سيحاسبكم يا سادتي يوم لا أمن مركزي يحميكم ولا حرس وطني يدفع عنكم ولا مخابرات أمريكية تنبئكم بدبيب النمل في بلادكم، ولا رؤساء تحرير صحف على استعداد لأن يهاجموا في المساء بكل شراسة ما أيدوه في الصباح بكل حماسة، أستحلفكم يا سادتي أن تفتشوا عن الصهاينة المسلمين داخلنا، لا تتركوا مكانا، حتى داخل أنفسكم لا تتركوه فقد يكونوا قد تسربوا إلى دمائكم تسرب الشيطان، فتشوا في بعضكم البعض فتشوا في رؤساء وزرائكم وكبار قوادكم وأمناء أحزابكم وفى مستشاريكم وفقهائكم وكتابكم ورجال مخابراتكم وأجهزة أمنكم، وحتى شيوخكم لا تتركوهم، فالله ما كان يرضى لخير أممه كل هذا الهوان وكل تلك المذلة ما لم يكن الكل مشكوكا فيه . فتشوا عنهم لكن احذوا أن يكون القائمون بالتفتيش هم أنفسهم الصهاينة فيكم، فأولئك سيضللونكم، سوف يؤلبونكم على أفضل من فيكم ومن فينا، حتى نأكل بعضنا بعضا ويستريحوا هم منا، سوف يزينون لكم الخيانة باسم التحضر، والانحلال باسم الرقى، وهجران الدين باسم عدم التعصب، والعبودية باسم الحرية، وسوف يجعلونكم تفعلون أسوأ ما يمكن أن يفعل وأنتم تتشدقون باسم المبادئ والنظام الجديد .
  • حاولوا … إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ومهما يحدث الآن فإنني أظن أن التاريخ لن يغفل الحقائق الآتية :
  1. · أن التكليف الذي لا نملك فيه اختيارا هو أن نتحد .
  2. · أن الغرب والصهاينة يفرضون علينا الذل والخضوع والاستسلام باسم السلام، لكن الله كتب علينا القتال وهو كره لنا، وإن العالم الإسلامي يمكنه لو أتحد ألا يقهر إسرائيل فحسب بل أن يقهر الحضارة الغربية كلها .
  3. · وإنه بعد انهيار الكتلة الشيوعية فإنه قد آن للإسلام أن يسترد بضاعة سرقت منه في غفلة من أبنائه، فإن عشاق العدل الاجتماعي مكانهم الإسلام وليس أي نظام أرضى آخر، إن مئات الملايين من الثوار في جميع أنحاء العالم والذين تصدعت أفئدتهم إزاء انهيار فردوسهم الأرضي سيتجهون إلى مكانهم الحقيقي بين المسلمين حيث لا يتصدع فؤاد ولا ينهار فردوس.
  4. · إن العدل الإلهي حق والقصاص حق، وإنه كما يحيق بالأفراد يحيق بالأمم، ولعل ما يحدث للعراق ولصدام حسين الآن قصاص لما حدث مع إيران، وأظن قصاصا آخر سيأتي لما يحدث الآن للعراق وليبيا . قصاص أدعو الله أن يقتصر على الحكام لا الأمم .
  5. · أظن أنه من حق العالم كله – لا العالم الإسلامي فقط أن يتساءل عما إذا كان بوش وميجور أفضل حقا وأقل ووطأة على البشرية من هتلر وموسولينى، وهل كانت حضارة التتار والمغول والبرابرة أكثر وحشية من حضارة الغرب؟؟ .
  6. · إن موقف الجغرافيا في العالم الإسلامي يجب أن يعاد تقييمه، أن يعاد النظر في دور بلاده في حماية الأمن الإسلامي أو تهديده . إن الأمر لم يعد يقتصر على وجوب البحث عن مدى شرعية نظم الحكم في العالم العربي والإسلامي، بل أصبح من اللازم أن يتعدى ذلك، ليس لمجرد بحث شرعية وجود بعض الدول التي شكلت على مدى تاريخها تهديدا مستمرا لوجود الأمة ككل، وعونا لأعدائها، وخيانة لمستقبلها. يتعدى الأمر كل ذلك إلى ضرورة البحث في حق الحكام في الاستمرار في تفتيت الأمة، معرضين كل مستقبلها للضياع، مستأجرين بثروة الأمة أعداء الأمة لقتل الأمة.
سيدي الرئيس :
  • دعنا من موقفك من صدام، دعنا منه الآن فقط، فالتاريخ لن يدعك، وأظنه مقارنا موقفك بموقف الملك العاضد والخديوي توفيق، لكن دعنا من هذا كله الآن لنتساءل، لنضع افتراضا يفيدنا فيما هو قادم، لنفترض أن صدام لم يغز الكويت، لنفترض أنه لم يوجد على الإطلاق، أتحسب حقا أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل كانوا تاركينا ؟ لنفترض أيضا أن السعودية والكويت والخليج لم يدفعوا لهم تكاليف حربهم علينا، أكان يمكنهم تحقيق كل هذا النصر علينا، لنفترض أن نصف حكامنا على الأقل لم يكونوا عونا لهم علينا، أكان يمكنهم تحقيق كل هذا النصر علينا، لنفترض أن نصف حكامنا على الأقل لم يكونوا عونا لهم علينا، أكان يمكن أن يجرعونا كل هذه المذلة وكل هذا الهوان ؟
سيدي الرئيس:
  • ألم تفكر أبدا أن تعاتب أشقاءك في المملكة العربية السعودية، من يحملون شرف خدمة الحرمين، أن تعاتبهم لأنهم في تاريخ المملكة كلها لم يرفعوا أبدا سيفا إلا على مسلم ؟ أبدا .. على الإطلاق . أفأدعو لهم بدعاء سيدي وحبيبي وشفيعي يوم القيامة : اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون ؟ ..أم تراهم يعلمون
سيدي الرئيس :
  • لماذا لم تقل لأخوتك هناك إنه لا يكفى أن يسمى أحدهم نفسه خادم الحرمين ويقعد .
  • ذلك أن خدمة الحرمين ليست سقاية حجيج ولا مد طرق ولا تكييفا مركزيا ولا حتى غسل الكعبة، خدمة الحرمين واجب هائل تجاه الإسلام والمسلمين . لن أتحدث الآن عن استدعاء ما كان يجب أن يكون، وإنما أتحدث عن مسلمين في بلد اسمه العراق تسفح كرامتهم ويموتون جوعا وتدمر كل إمكانياتهم الحضارية والعسكرية، عن تدمير مجمع الأثير النووي، وهو مجرد مشروع تجارب، وعلى مرمى جمرات منا مائتا قنبلة نووية في إسرائيل لكنهم يا سيدي – مثلك – لم يحركوا ساكنا، لكنهم ليسوا مثلك فهم خدام الحرمين وعليهم واجبات فوق واجباتك.
يا إلهى … لقد وقفتم ضد إيران مظلومة ومعها ظالمة .
  • عندما تصدت طائرات العراق لغارة إيرانية احتجت الأمم المتحدة على دفاع العراق عن نفسها. أي ذل وأي مهانة
  • لماذا لم تقل - يا سيادة الرئيس - للآخرين أن تحمل الذل والمهانة تجنبا لمزيد من الذل والإهانة لا يسفر إلا عن المزيد من الذل والإهانة .
  • لماذا لم تقل لهم إن الحرص الذي يذل أعناق الرجال لا يبقى لهم أبدا ما قد حرصوا عليه .
  • ولماذا لم تقل لإخوتك الهلوعين المفزوعين على عروشهم وإماراتهم إنهم في ذات اللحظة التي استدعوا فيها أعداء أمتهم لتوطيد أركان ملكهم قد نزعوا أوتاده وقطعوا حباله ليفقدوا شرعية حكمهم أمام أمتهم، وأمام التاريخ، وإنهم إن لم يدفعوا الثمن بأنفسهم فسيدفعه أبناؤهم فلذات أكبادهم وإن هذا الثمن هو ذات الثمن الذي دفعه شاوسيسكو ويدفعه هونيكر .
  • لماذا لم تقل لهم وللعالم يا سيدي الرئيس إن مجلس الأمن هو الحكومة العالمية التي تنبأت بها بروتوكولات حكماء صهيون، حكومة عالمية يحكم بها اليهود العالم، إن بوش وريجان وجونسون، وتاتشر ليسوا إلا وكلاء لهذه الحكومة الخفية، كذلك جورباتشوف وشيفرنادزة وكيسنجر وبيكر، وإنه من واجبنا أن نتصدى لهذه الحكومة العالمية الخفية لا أن نستسلم لها، فلقد استخلفنا على الأرض من أجل هذا وبعثنا من أجله ؟

سيدي الرئيس :

سيدي :

لأنني أحب الله والوطن وأحبك أتحدث إليك أنت.

  • لا أقولها لك نفاقا، فأنا أعترف بيني وبين نفسي بأنك واحد من أفضل حكام العرب والمسلمين، أنت، يا من حارب وانتصر، أعرف - وأرجو ألا أكون مخطئا - أن قلبك كان ينزف وأنت تجرد حملتك العسكرية إلى الخليج، وانك حاولت أن تتجنب ذلك، لكن محاولتك كانت متأخرة عشر سنوات على الأقل ..
  • وأعرف أن قلبك يتمزق وأنت تنفذ قرارات الحكومة العالمية – مجلس الأمن – على ليبيا لكن ما يدفعك إلى ذلك ليس قدرا نحني له جباهنا، بل وإنني أظن فوق ذلك كله أنك لم تفعل هذا كله إلا لظنك أنك تجنب به أمتك الثبور والويل، وهذا بالضبط ما أراك مخطئا فيه وما أظنهم خدعوك به، فالويل والثبور في مطاوعتهم لا في معارضتهم، لأنهم – أولئك الذين يدعون الحضارة – ليسوا إلا برابرة همجا، وهم أبناء أكثر الحضارات إجراما في التاريخ، وهم لم يوفوا بعهد، ولم يدعوا منكرا إلا ارتكبوه، ولقد أخافوك وما كانوا صادقين، ثم وعدوك وكانوا كاذبين.

سيدي الرئيس

  • لم ترضخ إسرائيل لقرارات حكومتها العالمية – مجلس الأمن – فلماذا نرضخ نحن ؟ لماذا نقبل الدينية في ديننا ؟ عجزت إسرائيل عن فرض اتفاقية على لبنان فلماذا نجحت معنا ؟ وهرعت أمريكا هاربة من بيروت بعد عملية فدائية واحدة فلماذا لم نتعلم ؟
  • وقد وعدوا العالم العربي بحل مشاكله بعد أن يساعدهم على اغتصاب العراق، لكن هاهم أولاء يستديرون لحل العالم العربي لا لحل مشاكله .
  • وغازلوا سوريا كي ترفع نقاب العروبة الذي ارتدته ثلاثين عاما فلما رفعته تربصوا بها وسيضربونها بعد ليبيا .
  • الحقائق واضحة كالشمس، وقد قلناها لكم منذ أعوام وأعوام، الدورات على الجميع وسوف يخدعكم بوش كما خدعكم دائما . والدورات على مصر أيضا .

هل تصدقونهم يا سيدي أن نكسة سنة 67 كان بسبب خليج العقبة..

أو أن ضرب العراق سنة 91 كان بسبب الكويت

أو أن ضرب ليبيا سنة 92 هو بسبب لوكيربى

أو أن ضرب سوريا سنة 93 هو بسبب …

أو …… أو … أو ………؟؟!!

أما آن لكم يا سيدي أن تدركوا أنه مخطط عمره ألف عام يتحينون له الفرص فإن انعدمت خلقوها ؟

سيدي الرئيس:

  • أقسم لك بمن سيكشف عنك غطاءك إنني أرجو لك الخير وأرجوه منك، على يديك لأنك بالرغم من كل شئ منا لا منهم وأناشدك الله أن تجيبني أو حتى تسر لنفسك بالإجابة عن سؤالي لك:
  • لو كنت أنت مكان بوش : هل كنت ترتاح لقيادة حسنى مبارك لمصر، قلب العروبة ودرع الإسلام وجذوة الضمير الحي الذي قد يغطيه الرماد لكنه لا يخبو . هل كنت تأمن له ؟

أنا أجيبك يا سيدي :

  • لو أنني كنت بوش لكنت سعيدا جدا بجل زعماء وحكام وملوك وأمراء وسلاطين العرب والمسلمين، ولتوجست دائما من مصر، فهي التي كانت تنهض دائما في النهاية لتحمى العرب والمسلمين، فعلت ذلك مع التتار والمغول ومع الصليبين أجداد بوش وشامير، فالدولة نفسها غير مأمونة، ورئيسها أيضا غير مأمون، لأنه ليس خائنا كالآخرين لوطنه، وقد أستطيع بين الوعد والوعيد أن أحجم دوره، وقد أستطيع خداعه بعض الوقت، لكنه في النهاية لا بد سيتمرد علينا، وساعتها سيقود المنطقة كلها ضدنا، لذلك فإنه قد يصلح لمرحلة نشغله فيها عن نفسه بالديون والهموم ثم ننهى دوره.

سيدي الرئيس :

هل تعلم من أختاره لمصر رئيسا لو كنت بوش

إبراهيم سعدة ……أنيس منصور ……يوسف والى ……سمير رجب ……

عبد الهادي قنديل ……زكى بدر ……وعشرات …… ومئات وألوف ……

لكن اسم حسنى مبارك ليس فيهم

عام سعيد يا سيدي …

وأرجو أن تسمح لي بمواصلة الحديث – جزئه الأخير – في العدد القادم .

وكل عام وأنت طيب